البابا يتابع تعليمه عن القديس إيرونيموس ويقول إن التأمل وعلم الكتاب المقدس يحفظان توازن النفس

تابع البابا بندكتوس الـ16 صباح اليوم تعليمه الأسبوعي الذي بدأه الأربعاء الفائت عن القديس إيرونيموس أحد آباء الكنيسة الكبار وذلك أمام آلاف الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان تحت سماء ماطرة وملبدة بالغيوم الداكنة.

أراد إيرونيموس، الذي سماه البابا بندكتوس الخامس عشر "معلم تفسير الكتاب المقدس الجليل"، (أراد) أن يلفت انتباه المسيحيين إلى أهمية التآلف مع نصوص الكتاب المقدس، إذ إن "جهل الكتب المقدسة هو جهل للمسيح" بالنسبة إليه، وهي تحرك الحياة المسيحية لكل إنسان وتوجهها في الحالات كافة.

وركز البابا على المنحى الأدبي والأخلاقي الواجب أن يتمتع به كل مسيحي بحسب القديس إيرونيموس كي يطابق حياته مع كلمة الله، وسطر أن الكمال يتطلب سهرا ويقظة مستمرين: فدرس الكتاب والتأمل يصيّران الإنسان حكيما وهادئا. ولكي يستزيد الإنسان امتلاءً من كلمة الله، عليه أن يقرأها باستمرار، لأن "التأمل وعلم الكتاب المقدس يحفظان توازن النفس".

وسطر البابا حرص إيرونيموس على أن فهم الكتاب المقدس وتناغم النفس مع كلمة الله لا يتحقق إلا بروح صلاة عميق وبمعونة الروح القدس ولفت إلى أهمية ارتكاز كل تفسير أصيل للكتاب المقدس إلى معيار التناغم مع إيمان الكنيسة كلها: حياة إيرونيموس كانت حبا شغوفا بالنصوص المقدسة.

وسلط الأب الأقدس على ناحية أخرى من شخصية إيرونيموس إذ كان أيضا مربيا ممتازا للحياة المسيحية عمل على صقل النفس كي تغدو هيكلا للرب وحجرا ثمينا أمام الله، فقد دعا جميع الأهل لخلق جو هادئ ومفرح يساعد أبناءهم على العمل والسعي اليومي ويتمكنوا من اكتساب عادات حميدة.

وهنا أشار البابا أن "تربية شخصية الإنسان بكلّيتها والتربية على المسؤولية أمام الله والناس لهي الشرط الحقيقي لكل تقدم، لكل سلام، لكل مصالحة ونبذ للعنف" وأن "التربية أمام الله وأمام الإنسان هي الكتب المقدسة خير دليل تربوي وإنساني".

ولفت البابا في ختام تعليمه إلى إسهام القديس إيرونيموس الفاعل في الحفاظ على عناصر إيجابية وصحيحة من الثقافات العبرية واليونانية والرومانية في الحضارة المسيحية الناشئة. وأضاف يقول إنه سلّم واستوعب القيم الفنية وغنى المشاعر وتناغم الصور الموجودة عند القدماء والتي ترفع القلب والمخيّلة إلى أسمى وأنبل المشاعر، خصوصا وأن إيرونيموس أقام كلمة الله محورا  لحياته ونشاطه.