2007-11-12 17:32:19

البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير إندونيسيا الجديد لدى الكرسي الرسولي


تسلم البابا بندكتس السادس عشر صباح الاثنين في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير إندونيسيا الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد سوبرابتو مارتوسيموتو. وجه البابا للدبلوماسي الإندونيسي كلمة استهلها مرحباً به وسأله أن يبلغ تحياته الحارة إلى رئيس البلاد يودوهونو، مؤكداً أنه يرفع الصلاة إلى الله القدير كيما ينعم البلد الآسيوي ومواطنوه بالسلام والأمن والازدهار.

بعدها أشار بندكتس السادس عشر إلى أن تخطي الخلافات والصراعات القائمة في المجتمع الإندونيسي وتجديد الحياة الاقتصادية يتطلبان الدفاع عن مبدأ الديمقراطية، والحفاظ على التناغم داخل المجتمع وحماية الحقوق الأساسية لكل فرد وجماعة.

وقال البابا إن إندونيسيا تواجه اليوم تحدياً كبيراً وهو الإرهاب الدولي، معرباً عن تقديره لمواقف حكومة جاكرتا التي شجبت في أكثر من مناسبة ظاهرة خطيرة تحصد أرواح ضحايا بريئة وتزعزع أسس المجتمع، لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال. وأكد الحبر الأعظم أن الكنيسة الكاثوليكية تدين استخدام اسم الله لتبرير أعمال إجرامية من هذا النوع، وتشجب استغلال الدين لتحقيق مآرب سياسية، وتدعو في الوقت نفسه إلى تطبيق القانون الإنساني الدولي أثناء مكافحة ظاهرة الإرهاب.

وتابع بندكتس السادس عشر يقول: إن إندونيسيا ولكونها أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان قادرة على الاضطلاع بدور ريادي في مجال تعزيز الحوار بين الأديان، على الصعيدين الوطني والدولي. ودعا البابا جميع الأشخاص ذوي الإرادة الحسنة إلى إرساء أسس التعاون والاحترام المتبادل في المجتمع لاسيما أولئك الذين يؤمنون بالإله الواحد، خالق جميع البشر.

وأثنى الحبر الأعظم في كلمته على المبادرات الآيلة إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين في إندونيسيا، للحيلولة دون نشوب صراعات ذات طابع عرقي أو ديني. وتابع يقول: على الرغم من أن الكاثوليك في إندونيسيا يشكلون نسبة ضئيلة من مجموع عدد السكان إلا أنهم يرغبون بالمشاركة في الحياة العامة، ليقدموا إسهامهم في مسيرة النمو. فمن خلال العديد من المؤسسات التربوية والصحية تقدم الجماعة الكاثوليكية في إندونيسيا خدمة سخية لكل المواطنين بغض الطرف عن الانتماءات الدينية والعرقية ما يساهم في الحفاظ على التعايش السلمي في المجتمع الإندونيسي.

بعدها رحب بندكتس السادس عشر بانضمام إندونيسيا إلى المعاهدة الدولية حول الحقوق المدنية والسياسية، وقال إنه واثق بأن هذا الأمر سيساهم في الدفاع عن حرية واستقلالية المواطنين المسيحيين والمؤسسات التابعة للكنيسة. وأعرب البابا عن أمله بأن يسعى البلد الآسيوي ـ وهو حالياً أحد الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي ـ إلى البحث عن حلول ناجعة للصراعات الراهنة على الساحة العالمية، وتعزيز التضامن الدولي ما يسمح بنمو جميع الأشخاص والشعوب. وفي ختام كلمته منح البابا السفير الجديد، عائلته وأبناء الأمة الإندونيسية كلهم فيض بركاته الرسولية.

تجدر الإشارة إلى أن سفير إندونيسيا الجديد لدى الكرسي الرسولي سوبرابتو مارتوسيموتو من مواليد مدينة بانيووانغي في الرابع والعشرين من أبريل نيسان 1954. متأهل وله ابنان. مجاز في العلوم السياسية والاجتماعية. بدأ نشاطه الدبلوماسي في العام 1982، وعمل في وزارة الخارجية الإندونيسية وفي البعثات الدبلوماسية في كل من باكستان، الفيليبين والمملكة المتحدة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.