2007-11-11 14:51:29

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


ودنا بعض الصدّوقيين من يسوع، وهم الذين ينكرون القيامة، فسألوه: "يا معلم، إن موسى، كتب علينا: إذا مات لامرئ أخ له امرأة وليس له ولد، فليأخذ أخوه المرأة ويقم نسلا لأخيه. وكان هناك سبعة إخوة، فأخذ الأول امرأة ثم مات وليس له ولد. فأخذها الثاني ثم الثالث، وهكذا أخذها السبعة وماتوا ولم يخلفوا نسلا. وآخر الأمر ماتت المرأة أيضا. فلأيهم تكون هذه المرأة زوجة في القيامة؟ لأن السبعة اتخذوها امرأة". فقال لهم يسوع: "إن الرجال من أبناء هذه الدنيا يتزوجون والنساء يُزَوَّجن. أما الذين وجدوا أهلا لأن يكون لهم نصيب في الآخرة والقيامة من بين الأموات، فلا الرجال منهم يتزوجون، ولا النساء يزوّجن. فلا يمكن بعد ذلك أن يموتوا، لأنهم أمثال الملائكة، وهو أبناء الله لكونهم أبناء القيامة. وأما أن الأموات يقومون، فقد أشار موسى نفسه إلى ذلك في الكلام على العليقة، إذ دعا الرب إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فما كان إلهَ أموات، بل إله أحياء، فهم جميعا عنده أحياء". (لوقا 20/27-38).

 

قراءة من القديس غريغوريوس النيصي (+394)

 

هل هناك قيامة من الموت؟ الذوق السليم يؤيد هذا البرهان. لماذا إذن العدالة والحقيقة والجودة والكمال؟ لماذا يتعب الناس كي يكسبوا الحكمة، ويقمعون شهوات البطن ويحرصون على القناعة ويقصّرون وقت النوم ويناضلون ضد الحر والبرد، إذا لم تكن ثم قيامة؟ لنعارضهم بكلام الرسول بولس عنهم: "فلنأكل ونشرب لأننا غدا سنموت". إذا لم يكن من قيامة، وإذا كانت الحياة تنتهي بالموت، فلنغضّ الطرف عن الشكاوى والتوبيخات، لنطلق الحرية للقتلة، دعوا الزنى يتآمر على الزواج. وليتجبّر البخيل على أخصامه، ويُطلَق العنان للسفيه، ولينكث الحانثون، فالموت ينتظر أيضا البارين بوعودهم. وليكذب الآخرون على هواهم، فلا قيمة للحقيقة. ولا يشفقنّ أحد على فقير، فلا ثواب للرحمة.

هذه الاعتراضات تخلق فوضى شرا من الطوفان، إنها تنفي كل ذوق سليم وتقوي ميولنا إلى الغضب واللصوصية. بدون قيامة لا دينونة. وبدون دينونة لا خوف من الله. حيث لا يوحي الخوف الحكمة، يجرّ الشيطان زُمَر الخطايا الراقصة. وما اصدق ما كتب داود في مزاميره ضد أمثال هؤلاء: "قال الجاهل في قلبه: "ليس إله" فسدت أعمالهم وقبحت وليس من يصنع الصالحات" (مزمور 14/1).








All the contents on this site are copyrighted ©.