2007-11-07 17:05:00

البابا يتحدث عن القديس إيرونيموس أحد آباء الكنيسة


غمرت الشمس الخريفية بحرارتها ودفئها آلاف الحجاج والمؤمنين الذين قدموا وتجمعوا اليوم الأربعاء في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لسماع تعليم البابا بندكتوس الـ16 الأسبوعي الذي تمحور حول وجه من وجوه آباء الكنيسة وهو القديس إيرونيموس.

سلط البابا الضوء على حياة القديس إيرونيموس الذي ولد عام 347 في دلماسيا (كرواتيا الحالية) من عائلة مسيحية وتوفي في فلسطين بالقرب من بيت لحم حول العام 420.  قبل سر العماد عام 366 وهو شاب بالغ، فاختار حياة التنسك والزهد وانضم إلى مجموعة من المسيحيين الملتزمين تحت إرشاد الأسقف فاليريانوس. سافر إلى الشرق وتنسك بالقرب من مدينة حلب حيث اضطلع باللغتين العبرية واليونانية منصرفا إلى التأمل والوحدة والتعرف على الكتاب المقدس الذي أكسبه نضوجا وعمقا مسيحيين.

عاد إيرونيموس إلى روما حيث عينه البابا داماس عام 382 أمين سره وشجعه على ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية التي عرفت فيما بعد بـ"فولغاتا" وغدت النسخة الرسمية في الكنيسة اللاتينية. دوّن شروحات كتابية كثيرة ودافع بعنفوان ضد الهراطقة الذين أنكروا تقليد وإيمان الكنيسة. تناولت أعماله حياة مؤلِفين مسيحيين ورهبان، كذلك ترجمات لمؤلفين يونانيين كما ترك مجموعة غزيرة من الرسائل.

وسطر البابا في تعليمه عن القديس إيرونيموس حبه وشغفه الشديد بالكتاب المقدس قائلا إن حب كلمة الله في الكتاب المقدس الموجهة إلى كل واحد منا، تدعونا للتفكير في أن "كلمة الله تتخطى كل الأزمنة: الآراء البشرية تزول، وما هو حديث ومعاصر اليوم، يصير غدا جزءا من الماضي، بينما تظل كلمة الله أبدية وتعطي الخلود".

وقال الأب الأقدس إن إيرونيموس وضع الكتاب المقدس في صلب حياته وانكب على عيشه حقا وبصدق طوال وجوده الأرضي، ودافع بحزم وجرأة عن الإيمان وشجع الرهبان على عيش الكمال، كما درّس الثقافة الكلاسيكية والمسيحية واستضاف الحجاج الوافدين إلى الأرض المقدسة ورعاهم بمحبته أثناء إقامته فيها حتى وفاته.

وحض البابا المسيحيين على التعلم من القديس إيرونيموس "الشغفَ بكلمة الله في الكتاب المقدس لأن جهله يعني جهل المسيح". وسطر البابا ضرورة أن "يقيم كل مسيحي حوارا حيا مع كلمة الله عبر بعدين فردي وجماعي، لأن "الله يخاطب كل واحد منا اليوم، وعلينا معرفة ماذا يقول لنا وما يريده منا". وأضاف البابا: "لتفادي الوقوع في الفردية، أعطيت كلمة الله، مع أنها شخصية، لبناء الجماعة، الكنيسة الحية ولذا تجدر قراءتها مع الكنيسة، والمكان المفضل للإصغاء هو الليتورجية حيث يحضر الله في حياتنا".








All the contents on this site are copyrighted ©.