2007-11-05 15:24:11

البابا يترأس قداس الرحمة على نية الكرادلة والأساقفة المتوفين خلال العام: جمعهم أمر عظيم وهو صداقة الرب يسوع


ترأس البابا بندكتوس الـ16 قداسا احتفاليا قبل ظهر اليوم الاثنين في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان رفع أثناءه الصلاة لأجل الذين دعاهم الرب ورقدوا على رجاء القيامة خلال العام الجاري من كرادلة وبطاركة وأساقفة معربا عن شكره لله الذي منح الكنيسة من خلال خدمتهم خيرات وافرة.

وقال البابا إن صلوات الرجاء التي ترفعها الكنيسة لراحة الأنفس ترتكز إلى صلاة يسوع المسيح عينه: "يا أبتِ، إن الذين وهبتهم لي، أريد أن يكونوا معي حيث أكون" (يوحنا 17/24) في إشارة منه إلى رسله الذين كانوا معه ليلة العشاء الأخير، ولكن يسوع يقصد كل الرسل وفي كل الأزمنة والأوقات: "أدعو أيضا للذين يؤمنون بي عن كلامهم" (يوحنا 17/20).

ولفت البابا إلى روعة تحديد يسوع للمسيحي: "الذين وهبتهم لي" (يوحنا 17/2) وتنطبق أيضا على أولئك الذين اختارهم الله من بين المؤمنين ليتبعوا عن كثب ابنه الوحيد ودعاهم ليكونوا أصدقاء يسوع، وهي النعمة الأثمن في حياتهم كلها. كانوا رجالا مختلفي الطباع والتصرف ولكن أمرا واحدا جمعهم وهو صداقة الرب يسوع.

إنه لأمر معزٍّ وخلاصي في الصلاة لأجل الموتى، تابع البابا يقول، أن نتأمل بثقة يسوع نحو أبيه السماوي فيغمرنا أنوار تسليم الابن المطلق لمشيئة أبيه "أبّا"، لأن يسوع مع الآب في كل حين. ورغما من علم يسوع أن موته سيكون "عمادا" أي "غطسا" في محبة الله، فقد سار على هذه الدرب بثقة تحقيق نبوءة هوشع. ففي شخص يسوع غدت المحبة لله الآب صادقة أصيلة وأمينة. وانتقلت ثقة يسوع الفريدة هذه إلينا بواسطة موهبة الروح القدس للكنيسة في سر العماد.

وتحدث الأب الأقدس عن ظمأ الإنسان وعطشه إلى التنعم بالحياة الخالدة التي وعد بها يسوع المسيح المخلص أحباءه وأصدقاءه، في إشارة إلى المزمور 42 الذي ينشد: "ظمئت نفسي إلى الله، على الإله الحي متى آتي وأحضر أمام الله؟" وأضاف البابا أن هذا الظمأ يحتوي على حقيقة لا تخون ورجاء لا يخيّب.. ففي ضوء المسيح وسره الفصحي، تكشف هذه الكلمات عن روعة حقيقتها في أن لا قدرة للموت على إزالة الرجاء من قلب المؤمن المتشوق بعينيه لرؤية يسوع المسيح الذي يقوده إلى المكان المغبوط في السماء، إلى الحياة الأبدية.

وفي ختام عظته ، قال البابا إن الكرادلة والأساقفة رددوا مرارا وتكرارا هذا المزمور واختبروا ككهنة صداه الوجودي في تساؤلات الناس وتعييراتهم: "أين إلهك؟" وها هم اليوم يتنعمون في الوطن الأبدي بعد أن سلكوا الطريق التي شقه ربهم القائم من الموت نحو السماء.








All the contents on this site are copyrighted ©.