2007-10-29 15:28:10

البابا إلى المشاركين في المؤتمر الدولي 25 للصيادلة الكاثوليك: الإنسان المريض شريك فاعل في العلاجات ويجب احترام إرادته الذاتية


استقبل البابا بندكتوس الـ16 صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للصيادلة الكاثوليك تحت عنوان: "الآفاق الجديدة للعمل الصيدلاني" وألقى فيهم كلمة سلط الضوء خلالها على الصفات الواجب أن يتحلى بها كل صيدلي كاثوليكي ملتزم.

قال البابا: إزاء تنامي ترسانة العقاقير والإمكانيات العلاجية، يتحتم على الصيادلة التفكير جديا في المهام الآخذة في التشعب والمدعو إليها الصيادلة الكاثوليك اليوم لكونهم وسطاء بين الطبيب والمريض: فللصيدلي دور تربوي رفيع إذ يرشد المرضى إلى تناول سليم للدواء وينبه إلى التورط الأخلاقي الذي يتسبب به الاستعمال الخاطئ للعقاقير. وفي هذا المجال، شدد البابا، لا يمكن تخدير الضمائر حول آثار الذرة أو الجزيئة على منع الحمل أو القضاء على حياة إنسان.

وتابع البابا يقول: على الصيدلي أن يدعو كل أحد إلى قفزة إنسانية بهدف صون وحماية كل كائن بشري منذ اللحظة الأولى للحبل به وحتى موته الطبيعي، وإلى أن تقوم العقاقير حقا بدورها العلاجي. وعليه لا يحق لأحد ولأي سبب أن يجري اختبارات علاجية على أي إنسان آخر كأنه أداة وسلعة، بل يتحتم عليه بالتالي العمل بهدي من النظم الأخلاقية الأساسية.

على كل مسعى علاجي أو اختباري، أضاف البابا، أن يضع نصب عينيه خير الشخص البشري وسلامته المحتملة، وليس البحث العلمي المتقدم، إذ لا يتقدم الخير في سبيل الإنسانية على حساب خير الأفراد المعالَجين. ودعا البابا اتحاد الصيادلة الكاثوليك إلى مواجهة مسألة اعتراض الضمير الذي هو حق مشروع في مهنتهم يجيز لهم ألا يتعاونوا بشكل مباشر أو غير مباشر لتأمين منتجات تصب لصالح خيارات غير أخلاقية كالإجهاض والموت الرحيم.

وسطر الأب الأقدس أهمية تضامن مصانع الأدوية والمختبرات في المراكز الطبية والعيادات والأفراد ليتمكن جميع الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية في البلدان من الحصول على علاجات ضرورية وخصوصا الفقراء منهم.

وأشار البابا إلى ضرورة تجدد إيمان الصيادلة الكاثوليك في حياتهم اليومية بهدي الروح القدس وتعاليم الكنيسة إذ تقوي مسيرتهم المهنية لدى المرضى المحتاجين إلى دعم إنساني وأدبي كي يحيوا في الرجاء ويلقوا تشجيعا داخليا مدى الأيام. ولم ينس البابا أمر الشباب الذين يتخصصون في مختلف القطاعات العلاجية فقد طلب إلى الصيادلة الكاثوليك أن يعضدوهم بنصائح وتوجيهات ويؤمنوا لهم تنشئة تقنية وأدبية سليمة في المجال البيو أخلاقي خصوصا.

وشدد البابا على فرادة الإنسان وعلى ضرورة بقائه في دائرة الاهتمام والرعاية الصحية والأدبية وفي اختيار العلاجات المناسبة لخلاصه، كونه مخلوقا على صورة الله ومثاله كذلك سطر أهمية علاقة الصيدلي الرحيمة مع كل مريض. وقال البابا إن كل معرفة علمية في مجال الصحة وكل مسعى علاجي موضوعان في خدمة الإنسان المريض، ويجب اعتباره شريكا فاعلا في العناية واحترام إرادته الذاتية.

وفي ختام كلمته إلى المشاركين في المؤتمر الدولي الخامس والعشرين للصيادلة الكاثوليك، أوكلهم البابا بندكتوس الـ16 إلى عناية وحماية مريم العذراء والقديس ألبرتوس الكبير ومنحهم من ثم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.