2007-10-24 14:41:16

البابا في مقابلته العامة يتحدث عن القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو


جال البابا بندكتوس الـ16 بسيارة باباموبيل في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان قبل أن يجلس على المنصة التي وضعت على درج بازيليك القديس بطرس ليلقي تعليمه الأسبوعي اليوم الأربعاء على الحجاج والمؤمنين الذين تجمعوا بالآلاف في ساحة البازيليك.

تحدث الأب الأقدس عن القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو شمال إيطاليا الذي ولد عام 340 في مدينة ترير في ألمانيا الحالية وتوفي فجر سبت القيامة عام397 في مدينة ميلانو. وقال إنه درس الفنون الأدبية في روما والحقوق ورافع ببراعة أمام المحاكم الرومانية فعينه الإمبراطور فالنتينيان الأول حاكما على ولايتي إميليا وليغوريا شمال إيطاليا ومركز الحكم في ميلانو.

وتابع البابا تعليمه قائلا إن أمبروسيوس تدخل يوما لتهدئة النفوس وفض النزاع بين المسيحيين المستقيمي الرأي والآريوسيين حول انتخاب راع جديد للأبرشية، فأجمع الشعب كله على اختياره وانتخابه أسقفا وراعيا على مدينة ميلانو وهو لا يزال موعوظا ولم يتعمد بعد، لما كان يتمتع به من سلطة ورزانة.

انكب أمبروسيوس على دراسة الكتاب المقدس والعلوم اللاهوتية، فتمرس بمعرفة وتفسير الكتاب المقدس من خلال مؤلَّفات أوريجانوس وأدخل إلى الغرب طريقة القراءة الإلهية. وأضاف البابا أن الوعظ المرسى على الإصغاء المصلّي لكلمة الله غدا لبَّ ومحورَ أعماله الأدبية البالغة الأهمية.

ووصف القديس أغسطينوس في "اعترافاته" كيف أن شهادة حياة الواعظ الشخصية وقدوة الجماعة المسيحية تؤثران على فعالية الوعظ، واضعا نصب عينيه مثل أمبروسيوس ورعيته التي كانت تصلي وترنم متحدة مع راعيها، وأن استيعاب الكتاب المقدس وفهمه في العمق، بحسب أسقف ميلانو، يوحي بما يجب القيام به ويدفع إلى توبة القلوب وهدايتها.

 

وشدد البابا في تعليمه على أن "من يربي على الإيمان لا يقدر أن يظهر كمهرج محترف يتلو بعض الجمل فقط، إنما عليه الاقتداء بالتلميذ يوحنا الحبيب الذي مال برأسه على قلب المعلم ومنه نهل طريقة التفكير والكلام والفعل؛ لأن التلميذ الحقيقي في نهاية المطاف هو من يعلن الإنجيل بأسلوب مقنع وصادق وفعال" أو بالحري "الشاهد الأصيل" كما كان القديس أمبروسيوس.

أما قراءة الكتاب المقدس المصلية كما خطها القديس أمبروسيوس فهي عزيزة على قلب البابا بندكتوس الـ16 ومعهودة في كلماته وخطاباته وكتاباته، فاستشهد في مقابلته العامة اليوم بما جاء في أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني عن معرفة قراءة الكتاب المقدس:

"ولهذا يجب على الإكليريكيين كلهم، لا سيما على كهنة المسيح وسائر الذين يقومون بخدمة الكلمة كالشمامسة ومعلمي التعليم المسيحي، أن يتمسكوا بالكتاب المقدس، وذلك بأن يستمروا في القراءة المقدسة وفي الدرس العميق لئلا يصبح "واعظا باطلا في الخارج لكلمة الله مَنْ لا يصغي لها في الداخل" (دستور عقائدي في الوحي الإلهي، رقم 25).

وفي ختام مقابلة الأربعاء العامة العامة، حيا البابا المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بلغات عديدة ثم منحهم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.