2007-10-21 15:41:35

إنجيل الأحد: محطة روحية حول كلمة الحياة


وضرب يسوع لهم مثلا في وجوب المداومة على الصلاة من غير ملل، قال: "كان في إحدى المدن قاض لا يخاف الله ولا يهاب الناس. وكان في تلك المدينة أرملة تأتيه فتقول: أنصفني من خصمي. فأبى عليها ذلك مدة طويلة، ثم قال في نفسه: أنا لا أخاف الله ولا أهاب الناس، ولكن هذه الأرملة تزعجني، فسأنصفها لئلا تظل تأتي وتصدع رأسي". ثم قال الرب: "اسمعوا ما قال القاضي الظالم. أفما ينصف الله مختاريه الذين ينادونه نهارا وليلا وهو يتمهّل في أمرهم؟ أقول لكم: إنه يسرع إلى إنصافهم. ولكن، متى جاء ابن الإنسان، أتراه يجد الإيمان على الأرض؟. (لوقا 18/1-8)

 

قراءة من القديس قبريانوس (+258)

التعبير عن الصلاة بالأفعال

 

كم من صلاة نرفعها إلى السماء، وهي فارغة عقيمة، ولا ننال من ورائها شيئا، لأن الله لا يستجيب للصلاة الفارغة العقيمة. ولما كانت كل شجرة عقيمة تقطع وتلقى في النار، كانت الكلمات غير المثمرة أبعد من أن ترضي الله لأنها لا بعبّر عن فعل. والكتاب يقول: "الصلاة مع الصوم والصدقة مع البر خير من الإثم مع الغنى" (طوبيا 12/8) فلا شك أن الذي يكافئ الصدقة والأعمال الصالحة يوم الدينونة إنما هو من يستمع إلى الصلاة المرتفعة إليه، مقرونة بالأعمال. لهذا استمع الله إلى صلاة كورنيليوس قائد المائة، حتى إن ملاكا دنا منه نحو الساعة الثالثة وهو يصلي وشهد لأفعاله إذ قال: "إن صلواتك وصدقاتك قد صعدت ذكرا عند الله" (أعمال 10/4).

فالصلوات التي ترتفع نحو الله هي تلك التي نقدمها لجلاله الإلهي مقرونة بأعمالنا الصالحة. يشهد على ذلك قول الملاك لطوبيا الذي لم يكن ينقطع عن الصلاة وعن العمل: "فحين كنتَ تصلي أنت وسارة، كنت أنا أرفع صلاتكما إلى حضرة مجد الرب، وكذلك حين كنتَ تدفن الموتى. وحينما لم تتوان في القيام وترك المائدة والذهاب لدفن الميت، أرسلتُ حينئذ لأمتحنك" (طوبيا 12/12-13). لقد وعد أنه يعين ويستمع ويحمي من يحلّون من قلوبهم ربط النفاق ويطيعون أوامره ويحسنون إلى بيت الله. وبما أنهم يعملون ما يريد الله فإنه يستجيب طلباتهم، والرسول بولس لما أعانه الإخوة في حال شدته، دعا أعمالهم الصالحة "عطرا طيب الرائحة وذبيحة يقبلها الله ويرضى عنها" (فيليبي 4/18).








All the contents on this site are copyrighted ©.