2007-10-04 16:33:55

البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير إيطاليا الجديد لدى الكرسي الرسولي


تسلم البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس أوراق اعتماد سفير إيطاليا الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد أنطونيو زاناردي لاندي. وجه البابا لضيفه كلمة استهلها مرحباً به ومشيداً بعلاقات الصداقة الوطيدة بين الشعب الإيطالي وخليفة بطرس الذي يلقى ترحيباً حاراً أينما وُجد في روما وفي باقي أنحاء البلاد. وتمنى البابا أن يسير الشعب الإيطالي دوماً في طريق النمو والتقدم الحقيقيَّين، على الرغم من التحولات الكبرى التي تطبع زمننا المعاصر، آملا أن تسهم إيطاليا على الدوام في ترسيخ أسس القيم الإنسانية والمسيحية على الصعيد العالمي، هذه القيم التي طبعت ثقافة إيطاليا وتاريخها المدني والديني.

وتابع بندكتس السادس عشر كلمته قائلاً إن الكنيسة والدولة مدعوتان إلى تعزيز التعاون المتبادل والسعي إلى تنمية الكائن البشري وتحقيق الخير العام. فالكنيسة تطمح لبلوغ هذا الهدف، ولا تطالب بأية امتيازات اجتماعية أو اقتصادية. فالكنيسة تسعى إلى خدمة الإنسان، من خلال السير على خطى يسوع المسيح والاقتداء بمثله. وما تطلبه الكنيسة هو أن تتمكن من تأدية رسالتها بحرية، لما فيه خير جميع الإيطاليين، لا المؤمنين الكاثوليك وحسب.

وأكد البابا أن الكنيسة لا تسعى إلى الاضطلاع بدور سياسي، لكن جلّ ما تريده هو الحفاظ على إرثها الروحي والثقافي الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخها، والبحث عن سبل جديدة لمواجهة التحديات التي يطرحها زمننا المعاصر. وفي طليعة هذه التحديات ـ قال البابا ـ الدفاع عن حياة الكائن البشري في جميع مراحلها، حماية حقوق الأفراد والعائلات، العمل على بناء عالم متضامن، وتعزيز الحوار بين مختلف الثقافات والأديان.

وتابع بندكتس السادس عشر كلمته لسفير إيطاليا الجديد لدى الكرسي الرسولي يقول: مع اقتراب الذكرى السنوية الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ندعو الأسرة الدولية إلى عدم توفير أي جهد لضمان احترام الكائن البشري والدفاع عن كرامته وحقوقه التي لا تُمس. وذكّر الحبر الأعظم بما جاء في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام 2007، حين قال:

تشكل حماية حقوق الإنسان الشغل الشاغل للمنظمات الدولية وبخاصة منظمة الأمم المتحدة التي وضعت نصب أعينها، وفقا لشرعة الأمم المتحدة لعام 1948، تعزيز حقوق الإنسان ... ولهذا الواقع حقيقته الكاملة خاصة إذا ما اعتبرنا أن للحقوق المنصوص عليها في شرعة الأمم المتحدة أساسا ليس فقط في قرار الجمعية التي وافقت عليها إنما في طبيعة الإنسان ذاتها وكرامته التي لا تمس كشخص مخلوق من عند الله. وبالتالي من الأهمية بمكان أن تواصل المنظمات الدولية التطلع نحو الأساس الطبيعي لحقوق الإنسان مما ينقذها من خطر الانجراف وراء تفسيرات وضعية وحسب.

وختم البابا كلمته لسفير إيطاليا الجديد لدى الكرسي الرسولي آملا أن يتمكن السيد لاندي من تأدية المهمة الموكلة إليه على أكمل وجه، وطلب له شفاعة العذراء مريم والقديس فرنسيس الأسيزي والقديسة كاترينا السيانية، ومنحه وعائلته والشعب الإيطالي كله فيض بركاته الرسولية.

يُذكر أن السفير لاندي من مواليد مدينة أودينيه في الرابع والعشرين من أيار مايو 1950. متأهل وله ثلاثة أبناء. يحمل إجازة في الحقوق من جامعة بادوفا الإيطالية. بدأ نشاطه الدبلوماسي في العام 1978 وعمل في البعثات الدبلوماسية الإيطالية في أوتوا، طهران ولندن. عُين في العام 2006 نائباً لمدير عام وزارة الخارجية الإيطالية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.