البابا يتحدث عن القديس كيرلس الإسكندري ويقول إن الله أبدي ويبقى معنا كل يوم وبهذه الثقة نحيا وفيها أيضا نجد سبيل حياتنا

على متن طائرة مروحية أقلته من حدائق القصر الصيفي في كاستل غاندولفو مودعا إقامة دامت حوالى شهرين، عاد البابا بندكتوس الـ16 صباح اليوم الأربعاء إلى الفاتيكان ليلتقي زهاء عشرين ألفا من الحجاج والمؤمنين أتوا لسماع تعليمه الأسبوعي الذي تمحور اليوم في مقابلته العامة حول القديس كيرلس الإسكندري أحد آباء الكنيسة اللامعين وأهم المدافعين عن وحدة يسوع المسيح.

استعرض البابا حياة كيرلس الإسكندري أثناء تعليمه الأسبوعي "في مسيرة على خطى آباء الكنيسة" وقد أعلنه البابا لاوون الـ13 معلم الكنيسة. هو حفيد الأسقف تيوفيلوس الذي خلفه، ولا يزال شابا، على كرسي الإسكندرية عام 412 فقاد الكنيسة طوال 32 عاما بحكمة الربان والقائد الشجاع. 

ارتبط اسمه بحقبة الجدل اللاهوتي العقائدي خلال القرن الخامس الذي أدى في مجمع أفسس عام 431 إلى إعلان مريم العذراء "أم الله: تيوتوكوس". وإزاء هرطقة نسطوريوس الذي خلف القديس يوحنا فم الذهب بعد إقصائه ونفيه، وهو الناكر لوحدة الطبيعتين الإنسانية والإلهية في شخص المسيح الواحد، انبرى كيرلس للدفاع عن المسيح فأكد أنه "اللوغوس الكلمةُ الوحيد، المولود قبل كل الدهور والمولود بحسب الجسد من العذراء مريم".

كان همّ كيرلس توضيح العقيدة المسيحية من جهة والسعي الحثيث إلى الوحدة والمصالحة من جهة ثانية، فكتب مؤلفات لا تحصى حول كتب العهد القديم وكتب العهد الجديد وقد ترجمت أيضا إلى اللغة اللاتينية والآرامية وهو ما يزال على قيد الحياة. كما ألف كتابا ضد الإمبراطور يوليانوس الذي جحد إيمانه وعاد إلى حضن الوثنية وقد ضمّنه ردودا على الجدل القائم ضد المسيحية مرتكزا إلى التقليد الكنسي العريق.

وتابع البابا تعليمه قائلا إن الإيمان المسيحي قبل كل شيء هو اللقاء مع يسوع، "مع الشخص الذي يعطي الحياة أفقا جديدا" (من رسالة "الله محبة"1). وبحسب القديس كيرلس الإسكندري إن الإيمان بيسوع الكلمة المولود من الآب، متجذّر في التاريخ ويسوع نفسه أتى في الزمن بميلاده من العذراء مريم أم الكلمة كما وعد وهو دائما معنا. وسطر البابا أهمية هذا الأمر بالقول: "الله أبدي، وُلد من امرأة ويبقى معنا كل يوم. وبهذه الثقة نحيا، وفيها أيضا نجد سبيل حياتنا". ثم منح جميع المؤمنين والحجاج بركته الرسولية.