2007-09-26 15:32:53

البابا يسلط الضوء على عقيدة الكنيسة الاجتماعية عند القديس يوحنا فم الذهب


سلط البابا بندكتوس الـ16 الضوء على فكر القديس يوحنا فم الذهب اللاهوتي الاجتماعي الذي جعل من الكنيسة الأولى مثالا وأساسا للمجتمع المدني أيام كان أسقفا على القسطنطينية أواخر القرن الرابع.

تابع الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي عن القديس يوحنا فم الذهب صباح اليوم الأربعاء أمام حشود المؤمنين والحجاج الذين فاق عددهم العشرين ألفا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وتحدث عن حياته كراع وأسقف القسطنطينية عاصمة إمبراطورية الشرق الرومانية وما تحمله من اضطهاد ونفي بسبب مواقفه الصريحة والمدافعة عن العقيدة المستقيمة.

أبدى الذهبي الفم اهتماما كبيرا بالفقراء وبالنساء وبالعائلة ركن وأساس المجتمع المسيحي ودعا المؤمنين للاشتراك بحيوية في الحياة الطقسية الليتورجية التي طوّرها وجمّلها بإبداعه وعبقريته. اضطر للنفي لفترة وجيزة بسبب تنحية ستة أساقفة منتخبين بطريقة غير شرعية وبسبب انتقاداته الشديدة للإمبراطورة أوذوكسيا. نفي مرة ثانية وأخيرة إلى أرمينيا كتب أثناءها رسائل غزيرة وتوفي في منفاه عام 407. تحتفظ بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان برفاته الذي وهب البابا يوحنا بولس الثاني جزءا منه إلى البطريرك المسكوني برتلماوس الأول عام 2004.

يعتبر البعض يوحنا فم الذهب الرسولَ بولس الثاني في الوحدة بين الفكر والعمل. فكل تعليمه، قال البابا، يفضي إلى الله الخالق والمخلص وإلى الروح القدس المبدأ الحيوي والديناميكي لوجود الإنسان المسيحي وحركته، فدعا المؤمنين بإلحاح إلى توبة الفكر والعمل.

ففي تأمله وشرحه لسفر التكوين، سطر الذهبي الفم وضوح وجه الله من خلال جمال وروعة الخليقة التي تغدو "سلّما إلى الله وإلى معرفته". فالله الخالق هو "إله النزول الذي يبعث برسالة إلى الإنسان، الكتاب المقدس". ولا يكتفي الله بالرسالة فقط بل ينحدر بذاته إلينا متجسدا حتى الموت، ويصير "اللهَ معنا" وشقيقَنا. والروح القدس، مبدأ الحياة والحركة، يدخل إلى أعماق قلوبنا ووجودنا ويحولنا فيها.

قام يوحنا فم الذهب بإصلاحات كبيرة في كنيسته وكانت حياته المتقشفة شهادة رائعة للتفاني والانتباه والاهتمام برعيته ومثلا صالحا لجميع من حوله. وأكد البابا بندكتوس الـ16 أنه أحد أهم آباء العقيدة الاجتماعية للكنيسة الذي لم يكتف بالتصدق والإحسان لتحسين وتطوير المجتمع البشري بل قدم الكنيسة الأولى كمثل أعلى للمجتمع داعيا الجميع لإعطاء المدينة روحا ووجها مسيحيين و"استبدال فكرة المدينة اليونانية القديمة بمدينة مستوحاة من الحياة المسيحية".

وعلى الرغم من آلامه وعذاباته، يؤكد الذهبي الفم من منفاه أن "مدينتنا مختلفة وأن وطننا في السماء" ويعلن أن "الله يحب كل إنسان بلا حدود ويشاء خلاص الكل" ويكتب في وصيته الأخيرة أن غاية وجوده النهائية هي "مجد الله في كل شيء". وفي ختام تعليمه الأسبوعي، وجه البابا بندكتوس الـ16 تحيات إلى المؤمنين والحجاج بلغات عديدة ثم منحهم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.