2007-09-19 14:36:37

البابا يتحدث عن القديس يوحنا فم الذهب ويشدد على أهمية التربية المسيحية منذ الصغر


تحدث البابا بندكتوس الـ16 عن شخصية القديس يوحنا فم الذهب احد آباء الكنيسة الأكثر غزارة في التأليف والوعظ ولمناسبة الاحتفال هذه السنة بالمئوية السادسة عشرة لوفاته عام 407 وذلك أثناء مقابلته العامة اليوم الأربعاء مع المؤمنين والحجاج الذي بلغ عددهم زهاء 20 ألفا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.

حمل يوحنا لقب فم الذهب، قال البابا، لفصاحته وبلاغته الباهرة التي تلقاها على يد ليبانيوس أشهر بليغ وخطيب وثني في تلك الحقبة، فأصبح الخطيب الأكبر في الفترة اليونانية الأخيرة. ولد عام 349 في أنطاكيا بشمال سوريا فربته والدته أنتوسا ونمت فيه الحس الإنساني والإيمان المسيحي العميق. نال سر العماد وهو في التاسعة عشرة من عمره وتنشّأ على يد ديودوروس أسقف طرسوس في اللاهوت والعلوم الكنسية وشرح الكتاب المقدس.

تنسك يوحنا فم الذهب مدة ست سنوات تبحّر خلالها متأملا بشريعة المسيح وكتب الأناجيل ورسائل القديس بولس، فتمتّنت علاقته الروحية بكلمة الله ونضجت لديه الحاجة الماسة للوعظ والتبشير بالإنجيل. ترك حياة الترهّب والنسك لينصرف إلى الخدمة الرعوية فسيم كاهنا عام 386 وغدا أشهر الواعظين في كنائس مدينة أنطاكيا العظمى.

دافع الذهبي الفم عن الإيمان المستقيم ضد بدعة الآريوسية المتفشية آنذاك، وسجل نجمه سطوعا عام 387 إبان "ثورة التماثيل" حين انتفض الشعب احتجاجا على زيادة الضرائب فحطموا تماثيل الإمبراطور الروماني. وهنا علق الأب الأقدس بالقول: يبدو أن بعض الأشياء في التاريخ لا تتغير.

يعد فم الذهب الشاهد الأمين على تطور ونمو عقيدة الكنيسة في القرنين الرابع والخامس، إذ كتب وألف الكثير من المواعظ والخطب والشروحات والرسائل. لم يكن لاهوتيا منظّرا بل نقل العقيدة السليمة التقليدية بأمانة إلى المؤمنين في الكنائس فكان لاهوته رعويا يجسد مطابقة القول بالفعل إذ إن معرفة الحقيقة واستقامة الحياة تسيران معا.

من منطلق فهم وترجمة متطلبات الإيمان الأخلاقية والروحية إلى أعمال لتحقيق نمو ونضوج كامل للشخص البشري، ركز يوحنا الذهبي الفم على الوعظ والإرشاد الذي قام به غالبا من على منابر الكنائس أثناء الاحتفالات الليتورجية وهي المكان الذي فيه تبنى الجماعة على كلام الله وسر القربان.

وتابع البابا تعليمه قائلا إن الواعظ الكبير سطر أهمية التربية المسيحية منذ نعومة الأظفار، وهي المرحلة التي يكتسب فيها الطفل شيئا فشيئا معرفة الخير والشر، فتكتب شريعة الله في قلبه مثل لوح من الشمع. ولا تتوقف التنشئة عند مرحلة الطفولة بل تستمر في عمر المراهقة وفي الزواج حاثا المؤمنين العلمانيين باسم الشرف الذي قبلوه في سر العماد على أن يبنوا الكنيسة جسد المسيح والكنيسة الصغرى البيتية التي هي العائلة.

وفي ختام تعليمه عن شخصية القديس يوحنا فم الذهب، حيا البابا بندكتوس الـ16 المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بلغات مختلفة ومن ثم منحهم بركته الرسولية متمنيا لهم أياما مشرقة وسعيدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.