البابا في صلاة التبشير الملائكي: احملوا المسيح إلى الناس كما حملته مريم العذراء إلى أليصابات

"احملوا المسيح إلى الناس كما حملته مريم العذراء إلى نسيبتها أليصابات" كلمات قالها البابا بندكتوس الـ16 ظهر اليوم الأحد قبل صلاة التبشير الملائكي من على منبر خاص في ساحة القديس إسطفانوس في العاصمة النمساوية بعد احتفاله بالقداس الإلهي في كاتدرائيتها.

عبّر البابا عن سروره وغبطته بالاحتفال بيوم الرب صبيحة الأحد شاكرا كل جميع الذين شاركوا وساهموا في تحضير وإعداد وإنجاح هذا اللقاء على مختلف الأصعدة وجعلوا من هذه المناسبة محطة لقاء حقيقي مع الله.

لفت البابا النظر إلى ضرورة اكتشاف أن محبة الله الذي "أخلى ذاته لأجلنا" منحتنا حرية داخلية مكّنتنا من التخلي بدورنا عن حياتنا لنجد الحياة الحقة فيه، ومن مشاركتها في هذا الحب أخذت مريم العذراء القوة لتقول "نعم" بدون تحفظ. وإزاء محبة صادقة وصافية وتحقيقا لمخطط الله الخلاصي الذي ينتظر تعاونا حرا من جانب خليقته، عرفت مريم أن تهب ذاتها دون تردد وبثقة تامة للرب مستعدة كل الاستعداد لقبول حبه الذي غمر كيانها وجللها بالروح القدس.

وأكد الأب الأقدس أن ابن الله وُهب لنا اليوم خلال ذبيحة الإفخارستيا، فكل من تقدّم من المناولة حمل في داخله الرب القائم من الموت بطريقة خاصة. وكما حملت مريم الأم في حشاها كائنا بشريا صغيرا يتغذى من حنانها وعطفها هكذا يمنح يسوع المسيح ذاته لنا تحت شكلي الخبز والخمر.

أحبوا المسيح كما أحبته مريم! قال البابا، احملوه إلى الناس كما حملته مريم إلى نسيبتها أليصابات وزرعت في نفسها الفرح والحبور! لقد أعطت مريم العذراء كلمة الله جسما بشريا ليدخل إلى العالم، فأعطوا أنتم جسدكم للرب جاعلين منه أداة لمحبة الله وهيكلا للروح القدس! احملوا يوم الأحد وعطاياه الغزيرة إلى العالم! ثم تلا البابا بندكتوس الـ16 التبشير الملائكي ومنح الجميع بركته الرسولية.