2007-09-06 10:04:59

رسالة البابا إلى المشاركين في الجمعية المسكونية الأوروبية الثالثة


وجه البابا رسالة للمشاركين في الجمعية المسكونية الأوروبية الثالثة المنعقدة في سيبيو برومانيا تحت عنوان:"نور المسيح ينير جميع البشر. رجاء في التجدد والوحدة في أوروبا" متمنيا أن يساهم هذا اللقاء الهام في تقدّم المسيرة المسكونية نحو إعادة تركيب الوحدة الكاملة والمنظورة لجميع المسيحيين، وهي أولوية راعوية أردتُ التشديد عليها منذ بداية حبريتي، قال الأب الأقدس، مؤكدا أن الإلتزام في البحث عن الوحدة المنظورة لجميع المسيحيين ضروري وأساسي، كيما يضيء نور المسيح على جميع البشر. وذكّر البابا بأنه، ومع المجمع الفاتيكاني الثاني، تعهدت الكنيسة الكاثوليكية بطريقة لا رجوع عنها بأن تسلك سبيل السعي للوحدة المسكونية، مصغيةً إلى روح الرب الذي يعلّم بأن نقرأ بكل انتباه "علامات الأزمنة". أن نؤمن بالمسيح يعني أن نريدَ الوحدة، وأن نريد الوحدة يعني أن نريد الكنيسة.

وأضاف البابا يقول: كم من علامات الأزمنة التي شجعتنا على مواصلة هذه الدرب على مر السنوات 10 الماضية وخلال الجمعيات المسكونية الأوروبية في بازيليا (1989) وغراس (1997) حتى التوقيع على الشرعة المسكونية في ستراسبورغ في العام 2001، إضافة إلى اللقاءات والاحتفالات المسكونية العديدة والحوار اللاهوتي على المستويين المحلي والدولي.وشدد الأب الأقدس على عنصرين أساسيين هما الحوار الحق واللقاء تحت علامة الأخوة، وقال إن الاثنين يحتاجان إلى الروحانية المسكونية، مذكرا بهذا الصدد بما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني:"إن توبة القلب هذه وقداسة السيرة إلى جانب الصلوات الفردية والجماعية من أجل وحدة المسيحيين، يجب أن تُعتبرا بمثابة الروح للحركة المسكونية بكاملها."

فالصلاة من أجل الوحدة، تابع البابا، تمثل الدرب الأساسية نحو المسكونية، وتسمح لمسيحيي أوروبا النظر بأعين جديدة إلى المسيح ووحدة كنيسته، كما تجعلنا قادرين ـ وبشجاعة ـ على مواجهة الذكريات الأليمة والمشاكل الاجتماعية في عصر تهمين عليه النسبية. وفي كل عصر، أضاف الأب الأقدس، إن رجال ونساء الصلاة كانوا البناة الأساسيين للمصالحة والوحدة، إذ أوحوا للمسيحيين المنقسمين بالبحث عن درب المصالحة والوحدة. وتابع البابا: ينبغي أن ندرك نحن المسيحيين المهمة الموكلة إلينا وهي أن نحمل إلى أوروبا والعالم صوت الذي قال لنا:"أنا نور العالم، من يتبعني لا يمش في الظلام، بل يكون له نور الحياة". مهمتنا أن نجعل نور المسيح يضيء أمام رجال ونساء زمننا. ولذا نسأل الرب الوحدة والسلام للأوروبيين وأن نكون مستعدين للإسهام في تقدم حقيقي للمجتمع الأوروبي، في الشرق والغرب، وقال "كلي ثقة بأن لقاء سيبيو سيقدم نقاطا قيمة لمواصلة وتعزيز الدعوة الخاصة بأوروبا، وستساعدنا أيضا في بناء مستقبل أفضل لشعبها." وختم الأب الأقدس رسالته متمنيًا أن تنجح الجمعية المسكونية الأوروبية الثالثة في توفير فسحات لقاء من أجل الوحدة في التنوعية الشرعية، وقال إن أوروبا تحتاج إلى أمكنة لقاءٍ وخبراتِ وحدةٍ في الإيمان، يرشدها الروح القدس.








All the contents on this site are copyrighted ©.