2007-08-28 15:36:10

وقفة روحية في عيد القديس أغسطينوس أسقف هيبونا


قال لهم يسوع: "الحق الحق أقول لكم: إذا لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فلن تكون فيكم الحياة. من أكل جسدي وشرب دمي، فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي طعام حق ودمي شراب حق. من أكل جسدي وشرب دمي ثبتَ فيَّ وثبتُّ فيه.. وقال لهم: "إن الروح هو الذي يحي، وأما الجسد فلا يجدي نفعا، والكلام الذي كلمتكم به روحٌ وحياة، ولكن فيكم من لا يؤمنون.. ولذلك قلت لكم: ما من أحد يستطيع أن يقبل إليَّ إلا بهبة من الآب". (يوحنا6/53-56. 63.65)

 

قراءة من القديس أغسطينوس (+430)

 

"إن الكلام الذي كلمتكم به روح وحياة". إن ربنا يسوع المسيح علمنا مرة أخرى أننا إذ نأكل جسده ونحتسي دمه "نثبت فيه وهو فينا". نثبت فيه عندما نكون من أعضائه، ويثبت فينا عندما نكون هيكله. الوحدة تجمعنا وتجعلنا أعضاء يسوع المسيح. كيف تجمعنا الوحدة بدون فعل محبته؟ ومن أين تأتي صداقة الله؟ سلِ الرسول بولس: "لأن محبة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا" (روم5/5). فالروح إذا هو الذي يُحيي: الروح يعمل أعضاء حية. ولا يعطي الروح الحياة إلا للأعضاء التي أحيا هو جسدَها. وهل يحيي الروح الذي فيك، أيها الإنسان، والذي يكوّن إنسانيتك، الأعضاء التي لا تختصّ بجسدك؟ أقصد بالروح، نفسَك. ونفسُك لا تحيي إلا الأعضاء التي تؤلف جسدك. انزع منها واحدا، فتنزع منه نفسُك الحياة، لأنه لا يدخل بعدُ في وحدة جسدك. (الرسالة 27 عن يوحنا، 6)

 

احتفالات كنسية بعيد القديس أغسطينوس

ترأس اليوم الثلاثاء المطران لويجي موريتّي مدير مركز رعوية العائلة في أبرشية روما القداس الإلهي في الكنيسة المكرسة على اسم القديس أغسطينوس الواقعة في وسط العاصمة الإيطالية التاريخي وعاونه فيه لفيف من الكهنة. كذلك سيحتفل رئيس عام رهبنة القديس أغسطينوس الأب روبرت بريفوست والرهبان بصلاة المساء ورتبة القداس في الكنيسة المذكورة الملاصقة لديرهم وجماعتهم في روما.

وعند السادسة من مساء اليوم الثلاثاء سيترأس رئيس مجمع دعاوى القديسين الكاردينال جوزيه ساراييفا مارتينز القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس في مدينة بافيّا بشمال إيطاليا.

تجدر الإشارة إلى أن البابا بندكتوس الـ16 قام بزيارة رعوية إلى مدينة بافيّا في 22 من نيسان أبريل الماضي وصلى أمام الضريح الحاوي رفات القديس أغسطينوس الذي أتى به ملك اللونغوبارد إبان العصور الوسطى وقال خلال عظة القداس الذي احتفل به على مذبح بازيليك القديس بطرس إن حياة هذا القديس كلَها "كانت مسيرةَ توبة واهتداء دائم، مسيرةً داخلية نحو المسيحية و"نَعَم" للإيمان والعماد، مسيرة حجّ إلى جبل كلمة الله المقدس". وسأل الأب الأقدس الرب أن يمنح كل مؤمن يوما بعد يوم نعمة الاهتداء الضرورية التي تقوده إلى الحياة الحقة مثل أغسطينوس الذي امتلأ حكمة وتواضعا من نور الله أبي الأنوار".

 








All the contents on this site are copyrighted ©.