2007-07-30 16:28:54

البابا يطلق نداء بعد صلاة التبشير الملائكي من أجل الحد من سباق التسلح النووي

لمحة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتذكير برسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي للسلام 2007


تلا البابا بندكتس السادس عشر أمس الأحد صلاة التبشير الملائكي في مقره البابوي الصيفي ببلدة كاستيل غاندولفو. وشكلت الذكرى السنوية الخمسون لتأسيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محور كلمة البابا، الذي قال إن الهدف من إنشاء هذه الهيئة "حثُ وزيادة إسهام الطاقة الذرية في قضايا السلام والصحة والرفاهية العالم أجمع". وسطر الحبر الأعظم دورَ الكرسي الرسولي الذي وافق على أهداف وغايات تلك المنظمة هو عضو بارز فيها منذ إنشائها ومستمر في دعم نشاطها.

وإزاء تعقيدات الأوضاع الدولية التي ما تزال تواجه الإنسانية اليوم دعا البابا في كلمته بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي للعمل الجدي والحثيث للحد من انتشار الأسلحة النووية ولتعزيز وقف تدريجي وتوافقي للتسلح وتحفيز استعمال سلمي وآمن للتقنيات النووية في سبيل تقدم حقيقي يحترم البيئة ويراعي حقوق الشعوب المهمشة.

أبصرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية النور في التاسع والعشرين من تموز يوليو من عام 1957، وقد نالت الهيئة الأممية ومديرها العام محمد البرادعي جائزة نوبل للسلام لعام 2005، "تقديراً للجهود المبذولة للحيلولة دون استخدام الطاقة النووية لأغراض عسكرية، وكيما تُستعمل هذه الطاقة لغايات سلمية تعزز الأمن والاستقرار في العالم".

يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فينا، ولديها مكاتب ارتباط في تورونتو، جنيف، نيويورك وطوكيو. تضم الهيئة حالياً مائة وسبعاً وثلاثين دولة، يشارك ممثلون عنها في الجمعية العامة التي تُعقد مرة كل سنة، ويجتمعون أيضاً لانتخاب أعضاء مجلس الإدارة الذي يلتئم مرة كل خمس سنوات لإعداد القرارات التي تُطرح على الجمعية العامة.

في الأول من تموز يوليو من عام 1968 أبصرت النور معاهدة عدم الانتشار النووي بمبادرة من أيرلندا وفنلندا، بهدف وضع حد لسباق التسلح النووي. وقّعت على الاتفاقية حتى الآن جميع دول العالم باستثناء الهند، باكستان وإسرائيل، وقد انسحبت كوريا الشمالية من الاتفاقية عام 2003، كما هددت إيران بالإقدام على الخطوة نفسها.

يُذكر أن ثلاث دول هي الهند، باكستان وكوريا الشمالية أعلنت حيازتها على رؤوس نووية مع أنها لا تملك الحق في حيازة السلاح النووي، بموجب القانون الدولي. وقد أجرت هذه الدول الثلاث تجارب نووية. أما إسرائيل فلم تُعلن رسمياً حيازتها السلاح النووي لكن الخبراء يعتقدون أن لدى الدولة العبرية عدداً من الرؤوس النووية يتراوح بين سبعين ومائتي رأس. ويبدو أن إسرائيل أجرت تجربة نووية سرية في عام 1979.

وغداة النداء الذي أطلقه البابا بندكتس السادس عشر أمس الأحد من أجل الحد من سباق التسلح النووي مذكراً فيه الجماعة الدولية بالعمل على تحقيق الأهداف الثلاثة الواردة في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام 2007، سنقرأ على مستمعينا الكرام النص الكامل لهذه الرسالة على عدة مراحل:

 

رسالة البابا لمناسبة اليوم العالمي للسلام 2007 (الجزء الأول)

مع مطلع السنة الجديدة أوجه أمنية سلام إلى الحكام والمسؤولين عن الأمم وكذلك أيضا إلى جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة وبشكل خاص إلى المتألمين والقابعين تحت تهديد العنف وقوة الأسلحة أو المداسة حقوقهم والساعين إلى استعادة مكانتهم البشرية والاجتماعية. أوجه هذه الأمنية إلى الأطفال الذين ببراءتهم يغنون الإنسانية بالطيبة والرجاء، ويدفعون بنا بألمهم كي نكون جميعا فعلة عدل وسلام. إني إذ أفكر بالأطفال، وخصوصا منهم أولئك المعرضين لخطر الاستغلال ولشر كبار يفتقرون إلى الإحساس بالواجب، شئت لمناسبة يوم السلام العالمي أن ينصب الاهتمام المشترك على موضوع: الشخص البشري، قلب السلام. في الواقع، إني على اقتناع بأن احترام الشخص يعني إنماء السلام، وبأن بناء السلام يرسي قواعد أنسنة كاملة وأصيلة. وعلى هذا النحو نهيء مستقبلا هنيئا للأجيال الجديدة.

الشخص البشري والسلام: عطية وواجب

يقول الكتاب المقدس: "خلق الله الإنسان على صورته؛ على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم" (التكوين 1،27). وبما أن الإنسان مخلوق على صورة الله فإن للفرد البشري كرامة الشخص فهو ليس فقط شيئا ما إنما شخصا قادرا على التعرف على ذاته وعلى امتلاكها وكذلك أيضا على تكريسها بحرية والترابط مع الآخرين. وفي الوقت عينه إنه مدعو، بفعل النعمة، إلى تحالف مع خالقه ليقدم له، هو ولا غيره، برهان إيمان ومحبة. وفي إطار هذا التطلع العجيب يمكن فهم المهمة الموكلة للكائن البشري في تحقيق نضوجه الذاتي ضمن القدرة على المحبة والرقي بالعالم من خلال تجديده في العدل والسلام. يعلما القديس أوغسطينس أن "الله الذي خلقنا بدوننا، لم يشأ خلاصنا بدوننا". وبالتالي من واجب جميع الكائنات البشرية زرع الوعي بالوجه المزدوج للعطية والواجب

 








All the contents on this site are copyrighted ©.