2007-06-21 16:42:56

كلمة البابا للمشاركين في الاجتماع السنوي لمؤسسة الرواكو المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية: أؤكد مرة جديدة حضور الأرض المقدسة والعراق ولبنان في صلاة وعمل الكرسي الرسولي والكنيسة كلها


استقبل قداسة البابا ظهر اليوم في الفاتيكان المشاركين في الاجتماع السنوي لمؤسسة الرواكو المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية، ووجه إليهم كلمة مطولة عبّر فيها عن قلقه إزاء الوضع الدقيق في الشرق الأوسط وقال إن السلام المنشود والمُنتظر لا يزال مهانا، وللأسف. السلام مهان في قلوب الأفراد، أضاف الحبر الأعظم، ما يعرّض العلاقات بين الأشخاص والعلاقات الجماعية للخطر، كما أن وهن السلام يتفاقم بسبب مظالم قديمة وجديدة، وهكذا ينطفئ، تاركا المجال للعنف الذي يتحوّل غالبا لحرب مُعلنة نوعا ما، إلى أن يشكّل، ومثل أيامنا الحاضرة، معضلة دولية ملحة. كما أرغب مع كل منكم، قال البابا بندكتس السادس عشر، أن أقرع مجددا قلب الله، الخالق والأب، لأطلب بثقة كبيرة عطية السلام...أقرعُ قلب الذين يضطلعون بمسؤوليات خاصة كيما يشاركوا في واجب ضمان السلام للجميع، وعلى حد سواء، محررين إياه من المرض القتّال، مرض التمييز الديني، الثقافي، التاريخي أم الجغرافي.

فمع السلام تجد المعمورة كلها دعوتها ورسالتها "كبيت مشترك" لكل شعب وأمة، بفضل الإلتزام المتقاسَم لحوار أكثر صدقا ومسؤولية. وأضاف البابا: أؤكد مرة جديدة حضور الأرض المقدسة والعراق ولبنان في صلاة وعمل الكرسي الرسولي والكنيسة كلها، وأطلبُ من مجمع الكنائس الشرقية وكل مؤسسة مرتبطة به التأكيد على هذا الإهتمام كيما يكون أكثرَ حزما التدخل لصالح إخوتنا وأخواتنا وقربنا منهم. فهم يشعرون منذ الآن بتشجيع الأخوّة الكنسية، ونأمل بأن يروا عما قريب بزوغ أيام السلام. وبهذه المشاعر، جدد البابا بندكتس السادس عشر لبطريرك بابل للكلدان عمانوئيل الثالث ديلي تعازيه بمقتل كاهن أعزل وثلاثة شمامسة بعد قداس الأحد، يوم 3 من حزيران يوينو في العراق، واصفا عملية الاغتيال بالوحشية، وأضاف أن الكنيسة جمعاء ترافق بمودة وتقدير كل أبنائها وبناتها وتدعمهم في هذه الفترة من الإستشهاد الحقيقي من أجل اسم المسيح.

كما حيا الحبر الأعظم بالمشاعر نفسها الممثل البابوي والرعاة القادمين من إسرائيل وفلسطين والسفير البابوي والأساقفة الآتين من تركيا، وقال: فيما نتضرع للرب كيما يسرّع يوم الوحدة الكاملة بين المسيحيين، واليومَ المُنتظر أيضا لتعايش هادئ بين الأديان ينعشه الإحترام المتبادَل، نسأله أن يبارك جهودنا وينيرنا كي يكون عملنا على الدوام لصالح نمو الجماعة الكنسية. وشدد البابا على أهمية الإفخارستية في عملهم، مذكرا بما جاء في الإرشاد الرسولي ـ ما بعد السينودس بعنوان "سر المحبة": "إن غذاء الحقيقة يدفعنا للتنديد بالأوضاع غير اللائقة بالإنسان، حيث يموت بسبب النقص في الطعام أم الظلم والاستغلال، ويمدّنا أيضا بقوة وشجاعة جديدة من أجل العمل بلا كلل في بناء حضارة المحبة." وفي ختام كلمته للمشاركين في الاجتماع السنوي لمؤسسة الرواكو المعنية بمساعدة الكنائس الشرقية، شكر الأب الأقدس الكردينال اغناطيوس موسى الأول داود على عمله الدؤوب خلال السنوات الماضية بصفته أيضا رئيسا لهذه المؤسسة، مانحا الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.