2007-06-21 16:53:53

في مقابلة الأربعاء العامة البابا يتحدث عن القديس أتناسيوس الإسكندري


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم. تابع الحبر الأعظم سلسلة تعاليمه حول آباء الكنيسة العتيقة، وتحدث عن القديس أتناسيوس أسقف الإسكندرية، الذي وصفه القديس غريغوريوس النزينزي بـ"أحد أعمدة الكنيسة". فقد جعل منه فكره اللاهوتي حول "تجسد الكلمة" خصماً كبيراً لأتباع الفكر الأرياني الذي ينفي ألوهية المسيح، والذي لم يعتبر "الكلمة" الإله الحق بل إلهاً "مخلوقاً"، أو "كائناً" بين الله والإنسان.

وقال الحبر الأعظم إن الكنيسة ـ ومن خلال مجمع نيقيا ـ بتت في هذه المسألة، معلنة عن إيمانها بألوهية الابن. وهذا ما يردده المسيحيون حتى يومنا هذا في فعل الإيمان، حين يقولون: نؤمن برب واحد يسوع المسيح ... إله حق من أله حق .. مولود غير مخلوق .... مساو للآب في الجوهر".

وُلد هذا القديس في مطلع القرن الرابع، وشارك في مجمع نيقيا عام 325 بصفته أمين سر لأسقف الإسكندرية، الذي خلفه فيما بعد. وعلى الرغم من تأكيد آباء المجمع على أن الابن مساو للآب في الجوهر، أقر الإمبراطور بـ"صحة" الفكر الأرياني، وعاش بالتالي القديس أتناسيوس سنوات طويلة في المنفى. لكن هذه المعاناة لم تهبط عزيمته بل زادته شجاعة ورسوخاً في إيمانه وشهادته المسيحيَّين. وساهم وجوده في روما وتريفي بنشر تعاليم مجمع نيقيا في الغرب، وأشار البابا إلى أن القديس أتناسيوس كان يقول: لقد صار الكلمة الإلهي بشراً ليتحد البشر مع الله، فأصبح بالتالي الإنسان قادراً على الارتقاء إلى الله بواسطة المسيح، الـ"عمانوئيل"، أي "الله معنا".

وفي ختام المقابلة العامة، وبعد أن وجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين خاصاً بالذكر وفداً برلمانياً روسياً، قال البابا: يُحتفل هذا الأربعاء باليوم العالمي للاجئ، والذي شاءته الأمم المتحدة لتسليط الضوء على معاناة الأشخاص المجبرين على النزوح عن بلادهم، نتيجة أخطار تهدد حياتهم. ينبغي ألا نوصد الأبواب أمام اللاجئين ويجب أن نتخلى عن مشاعر عدم التسامح واللامبالاة. والمسيحيون مدعوون بنوع خاص إلى إظهار "المحبة الإنجيلية" حيال أخوتهم وأخواتهم المتألمين، وأحث بالمناسبة قادة الدول على إحاطة كل لاجئ ومحتاج بالحماية وضمان حقوقه الأساسية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.