2007-06-01 16:29:43

كلمة البابا إلى أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، ووجه إليهم كلمة أكد فيها قربه من الجميع لاسيما الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين في أبرشياتهم، وشجّعهم على بناء مجتمعِ سلامٍ وأخوّة يرتكز إلى الاحترام المتبادَل والتضامن الصادق.كما وأشار الأب الأقدس إلى أهمية التعاون الفاعل بين الأساقفة لمواجهة التحديات المطروحة أمام كنيسة هذا البلد الأفريقي، وقال إنها ضرورة ترتكز إلى وعي حيٍّ للبعد الجماعي الذي تتّسم به الخدمةُ المنوطة بهم، ويسمح لهم بتحقيق مختلف تعابير الأخوّة الأسرارية. وأكد أنهم شهود وسط شعبهم عبر حياة شركةٍ أكثر قوة على الدوام وحياةٍ يومية نموذجية، مذكرًا بأن الإرشاد الرسولي الكنيسة في أفريقيا يبقى على الدوام دليلا لا غنى عنه على دربٍ تبدو شاقةً في بعض الأحيان.ومن بين التحديات الأكثر إلحاحا، أشار البابا إلى السلام والوئام الوطني، وقال إن الفقراء هم ضحايا أوضاع مأساوية تقود حتمًا إلى انقسامات عميقة في المجتمع، متمنيا ألا تُنسى أفريقيا بعد اليوم في عالمٍ سريع التغيّر، وأن يُشرق رجاءٌ حقيقي على شعوب هذه القارة.

وتابع الأب الأقدس يقول:"من واجب الكنيسة أن تدافع عن الضعفاء وتكونَ صوت مَنْ لا صوت لهم"، مشجّعا في الآن معا جميع الأشخاص الملتزمين في الدفاع عن كرامة الشخص البشري وحقوقه غير القابلة للتصرّف، ومن بينها السلامُ والأمن. وقال البابا إن تعزيز السلام والعدالة والمصالحة هو تعبيرٌ عن الإيمان المسيحي في المحبة التي ينمّيها اللهُ في كل كائن بشري، داعيا المؤمنين أن يسألوا الله عطية السلام.وأشار الأب الأقدس إلى أن الكنيسة ومن خلال نشاطاتها الاجتماعية لا سيما في حقلي الصحة والتربية، تساهم في بناء مجتمع أخويّ ومتضامن، داعيا الجماعات الرهبانية والعلمانيين بنوع خاص، إلى المشاركة بكفاءة في هذا الإلتزام الأساسي لمستقبل البلاد. كما ودعا البابا أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى إلى مؤازرة العائلات من خلال تعزيز تربيتها المسيحية، مؤكدا أيضا أن حياة كهنوتية نموذجية ترتكز إلى البحث الدائم عن التشبه بالمسيح هي ضرورةٌ يومية، ومذكرا بأنَّ هناك حاجة اليوم ـ وأكثر من أي وقت مضى ـ ليكونوا متشددين في تنشئة المرشحين للحياة الكهنوتية، تنشئة إنسانية وروحية. وأنهى قداسة البابا كلمته مذكّرا بأهمية الإفخارستية وداعيا أساقفة جمهورية أفريقيا الوسطى إلى مواصلة تجذير الإيمان وسط شعوبهم، حاثا الجميع على أن يكونوا صانعي سلام ومصالحة لا يُبالون بالتعب، وموكلا أبرشياتهم إلى العذراء مريم، سلطانة أفريقيا كيما تكون حاميتهم والنجمة التي ترشدهم إلى ابنها، يسوع.








All the contents on this site are copyrighted ©.