2007-05-30 15:33:22

البابا في مقابلته العامة: القيامة هي محور اللاهوت عند ترتليانوس


تابع البابا بندكتوس الـ16 سلسلة تعاليمه الأسبوعية خلال مقابلاته العامة المعتادة وتحدث اليوم الأربعاء في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أمام آلاف المؤمنين والحجاج عن شخصية ترتليانوس احد آباء الكنيسة في القرون الأولى الذي قدم شهادة عن إيمان تولّدت منه ثقافة جديدة.

ولد ترتليانوس وترعرع في قرطاجة أواخر القرن الثاني بعد الميلاد من عائلة وثنية وتوفي فيها في النصف الثاني من القرن الثالث. نشأ في أجواء الثقافة اللاتينية في تلك المدينة ولمع أثناء دراسته لعلم البلاغة والقانون والتاريخ والفلسفة. "من تحت ريشته ولد الأدب المسيحي باللغة اللاتينية" قال البابا، وهو الذي اعتنق الإيمان المسيحي حول السنة 198 مدفوعا بروح القداسة والتواضع ونكران الذات أمام الاضطهاد وتعالي العقيدة الإنجيلية التي وجدها في المسيحيين وغدا من أهم المدافعين عن الإيمان المسيحي.

وتابع البابا يقول إن تعنّت ترتليانوس وأنانيته اللذين أفضيا به إلى هجر الكنيسة لم يحجبا تأثيره القوي والمثمر على القديس قبريانوس القرطاجي. إن كتاباته لا تدافع عن الإيمان ضد تُهَم مزيفة فقط لكنها تقدم محتوى الإيمان بشكل إيجابي وفي حوار صارم مع ثقافة عصره. لذلك غاص ترتليانوس بشكل قاطع في دراسة لاهوت التثليث وتعمق فيه مشددا على وحدانية الله: ثلاثة أقانيم في جوهر واحد. كما حض المؤمنين على الصلاة والتعبير عن الرجاء بطريقة مقنعة والذي يعني أوجه الوجود المسيحي لأن قيامة المسيح بالنسبة إليه هي محور الإيمان وإليه يرتكز انتظار موعد قيامتنا.

في مؤلفاته العديدة  كتب ترتليانوس عن السيدة العذراء وكرامتها كونها والدة الله وتحدث عن طبيعة الكنيسة وأولوية كرسي بطرس وعن الأسرار. لذلك، ختم البابا قائلا، يبقى المفكر الأفريقي شاهدا بالغ الأهمية على دور الإيمان في حياة الكنيسة في القرون الأولى وشخصية بارزة في الحوار الدائم بين الإنجيل وعالم الثقافة. ثم منح البابا جميع المؤمنين بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.