2007-05-29 15:33:15

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الثلاثاء 29 مايو 2007


تجدد الاشتباكات في مخيم نهر البارد ومخاوف من وصول القاعدة إلى لبنان

تجددت الاشتباكات بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الإسلام في نهر البارد إذ قتل جندي لبناني صباح الثلاثاء بعد أن أطلق محاربو هذا التنظيم النار على مركز للجيش في محيط المخيم. مع هذه الضحية يرتفع عدد القتلى منذ تفجر المواجهة في العشرين من الجاري إلى 79 بينهم 34 جنديا لبنانيا. زد إلى ذلك مصرع امرأة ليل الاثنين الثلاثاء لم تتوقف سيارتها أمام حاجز لقوى الأمن في حي الأشرفية ما حمل الشرطيين على فتح النار. وكان 3 أشخاص قد قتلوا أمس الاثنين في حادث مماثل حصل أمام حاجز للجيش  على مقربة من مطار بيروت الدولي.

 

يتزامن هذا التصعيد الأمني مع المخاوف من وصول القاعدة إلى لبنان خصوصا وأن منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة من الفوضى والتدهور الأمني لم يسبق لها مثيل ابتداء من أفغانستان ومرورا بالعراق وانتهاء بلبنان الأمر الذي ينذر بموجة من أعمال العنف قد تشمل مختلف الدول الأخرى التي ظلت محصنة وشبه آمنة مثل مصر والأردن وسورية والمملكة العربية السعودية.

 

وإذا كان الانفلات الأمني في العراق والانهيار الواضح للسلطة المركزية في مواجهة حركة مقاومة شرسة بات معروفا وليس بحاجة إلى المزيد من الشروحات فإن تطورات الوضع في لبنان يجب أن تشكل مصدر قلق أكبر للمراقبين وصناع القرار بسبب ما يمكن أن يترتب عليها من انعكاسات ليس فقط على دول الجوار وخاصة إسرائيل وإنما على القارة الأوروبية أيضا لأن الفوضى الحالية المتنامية في هذا البلد يمكن أن تشكل منصة لتصدير العنف والإرهاب إلى أكثر من دولة أوروبية مثلما كان عليه الحال في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.


ما يجري حاليا في مخيم نهر البارد الفلسطيني هو أول تجسيد عملي لاستراتيجية تنظيم القاعدة التي ترمي إلى إقامة هلال سني يمتد من العراق مرورا بالأردن وسورية وصولا إلى لبنان يجسد في نهاية المطاف طوقا يحاصر الأنظمة القائمة المتهمة بالعجز ويخلق موطىء قدم طالما تطلع إليه قادة التنظيم لفتح جبهة مع إسرائيل بحيث لا يكون شرف الحرب ضدها محصورا بحزب الله اللبناني الشيعي.

 

رسالة أيمن الظواهري، العقل الاستراتيجي والإيديولوجي لتنظيم القاعدة، والتي حث فيها أعضاء التنظيم على نقل المعركة إلى دول جوار العراق تعكس الخطط المستقبلية وتؤشر لما يمكن أن يحدث في المنطقة من تطورات بعد أن باتت خسارة الإدارة الأمريكية لحربها في العراق شبه مؤكدة أي تأكيد عولمة التنظيم وتنفيذ أهدافه في الوصول إلى لب الصراع وجوهره وإغلاق ثغرة كانت دائما تستغل من قبل منتقديه للهجوم عليه أي عدم فتح جبهة مع إسرائيل والانشغال فقط في حروب ومواجهات في أطراف العالم الإسلامي.


الرئيس الأمريكي بوش قال إن استراتيجية إدارته تتركز على تجميع تنظيم القاعدة وشن حرب للقضاء عليه في العراق كي لا تصل هجماته إلى  الأراضي الأمريكية. وقد نجح في إيجاد أرضية للتنظيم بغزوه العراق لكنه لم ينجح في حصاره والقضاء عليه لأن التنظيم يتوسع منذ الحرب  على الإرهاب بعد هجمات سبتمبر وبات يتناسل بشكل مرعب ويؤسس فروعا وآخرها في لبنان لينضم إلى فروعه الأخرى في السعودية والعراق وأوروبا والمغرب الإسلامي.


الضغوط الأمريكية حققت نجاحا في إغلاق الحدود السورية أمام متطوعي القاعدة الراغبين في الانضمام إلى زملائهم في العراق لكن هذا النجاح بدأ يعطي نتائج عكسية أكثر خطورة لأن هؤلاء بدأوا يحولون وجهتهم إلى لبنان ويجدون في حدوده المفتوحة فرصة لهم للتمركز والتخطيط للخطوة المقبلة من استراتيجية التنظيم أي الوصول إلى الحدود الإسرائيلية. والتجسيد الأمثل هو وجود سعوديين ويمنيين وكويتيين ضمن كوادر فتح الإسلام في شمال لبنان الذي يشكل البيئة الملائمة لتنظيم القاعدة وكل الجماعات المتشددة الأخرى لأنه يعيش فراغا في السلطة وضعفا واضحا لحكومته المركزية وفساد الطبقة السياسية، باستثناء قلة قليلة منها، واستعداداتها  المتجددة للارتهان للقوى الخارجية إقليمية كانت أم دولية.  

 

زد إلى ذلك أن التنظيمات المتشددة والقاعدة على وجه الخصوص تزدهر في ظل وجود دولة فاشلة أو انقسامات عرقية وطائفية. ولبنان جمع بين الاثنين فالمخيمات الفلسطينية باتت تشكل دويلات صغيرة فاشلة في وسط دولة مركزية أكثر فشلا. لبنان يعيش نظاما برأسين وانقساما رأسيا واضحا. فهناك رئيس جمهورية معزول ومتمسك بخيار يرى أنه وطني وحكومة تعتقد أنها برهانها على الولايات المتحدة ومحور الاعتدال العربي المتحالف معها ستقود البلاد إلى بر الأمان. وبات الجيش اللبناني الذي من المفترض أن يكون حارسا للوحدة الوطنية وفوق المماحكات الطائفية حائرا مرتبكا في أول اختبار عملي له أمام مجموعة صغيرة اسمها فتح الإسلام في مخيم نهر البارد.

 

استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة

واصل الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية على قطاع غزة فقتل ناشطين في حماس ردا على سقوط صواريخ القسام على الأراضي الإسرائيلية. ومنذ السادس عشر من الجاري تعرضت الأراضي الفلسطينية لما يقارب 60 غارة إسرائيلية أسفرت عن مصرع 48 فلسطينيا. كما اعتقل الجيش الإسرائيلي في نابلس نائبا في البرلمان الفلسطيني ما رفع عدد البرلمانيين الفلسطينيين المعتقلين إلى 40 من أصل 132 نائبا. سياسيا صرح الرئيس الفلسطيني أبو مازن أنه سيلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية أولمرت في 7 من يونيو القادم. جاء هذا التصريح في مؤتمر صحفي مشترك بين عباس ورئيس البرلمان الأورربي هانس غيرت بوتيرينغ الذي يجري حاليا جولة تشمل الأراضي الفلسطينية والأردن وإسرائيل.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.