2007-05-21 15:49:54

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الاثنين 21 مايو 2007


مخاطر اتساع المواجهات بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الإسلام

لليوم الثاني على التوالي استمرت المعارك بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الإسلام الذين وجدوا ملجأ لهم داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في طرابلس شمال لبنان. غداة يوم من المواجهات العنيفة أوقع 46 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف الطرفين عاد كابوس الحرب الأهلية ليخيم على اللبنانيين وخصوصا بعد الانفجار الذي حصل في أحد أحياء المنطقة الشرقية من بيروت وأدى إلى مصرع امرأة وجرح كثيرين آخرين. الجيش اللبناني واصل قصفه بالمدفعية الثقيلة مخيم نهر البارد في محاولة للقضاء على عناصر هذه الحركة الإسلامية المتشددة والتي يبدو أنها مقربة من تنظيم القاعدة ومن أجهزة الاستخبارات السورية. قال المسؤول عن الهلال الأحمر الفلسطيني في طرابلس يوسف الأسعد إن تبادل القصف أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن المدينة وإمدادات المياه.

 

مع هذا التصعيد الأمني الخطير عادت المخاوف من جديد لتثقل كاهل اللبنانيين الذين يعانون منذ أشهر من أزمة سياسية حادة. قوى 14 من آذار اتهمت عناصر منظمة فتح الإسلام بالارتباط بالاستخبارات السورية وذهبت إلى القول في بيان لها إن ما تعرض له الجيش من اعتداء يأتي ترجمة لتهديدات رأس النظام السوري بإشعال لبنان في حال إقرار مجلس الأمن بتشكيل المحكمة الدولية. وكانت هذه المنظمة قد هددت بفتح نيران  وبراكين على لبنان ودعت الجيش إلى عدم القيام بأعمال استفزازية. الجيش اللبناني من جهته استقدم تعزيزات عسكرية إلى طرابلس ونشر حواجز تفتيش على طول الأوتوستراد الساحلي بين الشمال وبيروت. من جهته أكد تحالف القوى الفلسطينية أن ظاهرة فتح الإسلام ليست فلسطينية. واتخذت الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية احتياطات في مخيم عين الحلوة تحسبا لانتقال التوتر.

 

رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة كان قد أعطى الضوء الأخضر للجيش كي يتخذ الإجراءات اللازمة لضبط نشاطات الإسلاميين. أما وزير الإعلام غازي العريضي فأشار من جهته إلى أن مسألة دخول الجيش مخيم نهر البارد أمر غير وارد. من جهة أخرى نفى المتحدث الرسمي باسم فتح الإسلام أبو سليم طه أن تكون للمجموعة ارتباطات تنظيمية بالقاعدة وإن كان بين التنظيمين تقارب إيديولوجي. وكانت هذه المجموعة المتمركزة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بالقرب من طرابلس قد أعلنت عن إنشائها في 26 من نوفمبر 2006. وفي أواخر العام 2006 أعلن أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين أن فتح الإسلام تنظيم فلسطيني مقرب من تنظيم القاعدة أدخل إلى لبنان نحو 150 مقاتلا عربيا أتوا من العراق.

 

هذا وعلم أن الطرفين المتناحرين توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار للسماح للهلال الأحمر بإجلاء الجرحى والقتلى من مخيم نهر البارد. ولم تشر وكالات الأنباء إلى مدة هذه الهدنة. الحكومة الفرنسية دعت حكومة  بيروت إلى بذل أقصى الجهود لضبط الأوضاع الأمنية وتحاشي انجراف البلاد في حرب أهلية لا تحسب أبعادها. وزير الخارجية الفرنسية كوشنير هاتف رئيس الحكومة اللبنانية معبرا له عن تضامن فرنسا مع حكومة بيروت. ندد كوشنير بالاعتداء الذي حصل في أحد المراكز التجارية شرق العاصمة اللبنانية. رئاسة الاتحاد الأوروبي نددت بالموجهات المسلحة بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الإسلام ودعت إلى تجريد الميليشيات في لبنان من السلاح.

 

ممثل منظمة التحرير في لبنان أكد أن القيادة الفلسطينية مستعدة لمساعدة الجيش اللبناني على استئصال عناصر فتح الإسلام مضيفا أن الفلسطينيين في لبنان يأملون بالتعاون مع السلطات اللبنانية المعنية لضبط الأوضاع في مخيم نهر البارد بهدف تحاشي وقوع ضحايا في صفوف المدنيين. أضاف المسؤول الفلسطيني أنه من الصعب اختراق هذا المخيم وبالتالي لا بد من وضع خطة بالتنسيق مع السكان داخل المخيم. وفي تطور آخر قال ممثل منظمة التحرير في لبنان إن القضاء على تنظيم فتح الإسلام شأن لبناني.  


إسرائيل تهدد بنسف القيادة السياسية لحماس

هددت إسرائيل بنسف القيادة بما فيها رئيس الحكومة إسماعيل هنية وخالد مشعل الموجود في المنفى في دمشق. وتوعد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي باغتيال مشعل في أول سانحة. أتت هذه التهديدات في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة قصفا إسرائيليا عنيفا أسفر عن مصرع 9 فلسطينيين في اليومين الأخيرين. وكانت الاستخبارات الإسرائيلية قد حاولت بدون نجاح اغتيال مشعل عام 1997 في عمّان. من جهة أخرى فرض الجيش الإسرائيلي حظرا على 5 محطات إذاعية وتلفزيونية في بلدة نابلس بالضفة الغربية. وزير الإعلام الفلسطيني استنكر هذا الإجراء الإسرائيلي. وصباح الاثنين أغارت المروحيات الإسرائيلية على غزة فقصفت سيارة كانت تقل 4 ناشطين في منظمة الجهاد الإسلامية فقتلتهم.

 

أمام تفاقم الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل ولبنان انطلق منسق السياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا صباح الاثنين في جولة على إسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان ومصر في محاولة للإسهام في التخفيف من حدة التصعيد العسكري. يلتقي سولانا رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزيرة خارجيته ليفني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري مبارك وأمين عام الجامعة العربية ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري. سيوجه سولانا دعوة لجميع الفرقاء في المنطقة لاعتماد الهدوء والحذر وإطلاق عملية السلام الشرق أوسطية.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.