2007-05-18 16:10:24

كلمة البابا إلى أساقفة مالي في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الجمعة في القصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستيل غاندولفو القريبة من روما أساقفة مالي في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، يتقدّمهم المطران جان بيار ديارّا. وجه الأب الأقدس كلمة لأساقفة هذه الجمهورية الأفريقية ضمنها تحية حارة إلى الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين في أبرشياتهم، وشجعهم على أن يعيشوا بسخاء إنجيل المسيح الذي قبلوه من آبائهم في الإيمان. تحية أخرى وجهها البابا لجميع سكان مالي سائلا الله أن يبارك عائلاتهم، ويمنح الكل أن يعيشوا بسلام وأخوّة.

ودعا الأب الأقدس الأساقفة ليكونوا رعاة نشيطين يقودون شعب الله بثقة وشجاعة، وقريبين من الجميع ليحثّوا على الرجاء حتى في الأوضاع الأكثر صعوبة وأضاف يقول إن الأسقف هو أب وأخ وصديق للكهنة الذين يتعاونون بسخاء مع الأساقفة في رسالتهم الرسولية. وبما أن الإكليروس الأبرشي مدعو لإتخاذ مكانة أكبر في عمل البشارة عبر التعاون الأخوي مع المرسلين، فمن الأهمية بمكان أن يعيش الكهنة هويتهم الكهنوتية من خلال تقدمة ذاتهم بكليتها للرب لخدمة أخوتهم، وبدون أن تخمد عزيمتهم أمام المصاعب المدعويين لمواجهتها. وأشار البابا إلى أن حياة الصلاة والحياة الأسرارية تشكلان للكهنة أولوية راعوية حقيقية لأنهما تساعدان على الإجابة بعزم على الدعوة إلى القداسة. وكيما يتمكّن الكهنة من العمل بفاعلية في حقل البشارة والإسهام في النمو الروحي للجماعة المسيحية ـ أضاف الأب الأقدس ـ لا بدَّ من الإعتناء بتنشئتهم، مؤكدا أن التنشئة الإنسانية هي أساس التنشئة الكهنوتية. كما وأن اهتماما خاصا بالنضوج العاطفي للمدعويين إلى الخدمة الكهنوتية يسمح لهم بتقديم جواب حر على الحياة في البتولية والعفة، عطية الله الثمينة.

وتابع البابا كلمته لأساقفة مالي يقول: في وقت تستعد فيه الكنيسة في قارتكم للإحتفال بثاني سينودس خاص بأساقفة أفريقيا، يشكل التزام المؤمنين في خدمة المصالحة والعدالة والسلام ضرورةً ملحة. وأشار إلى أن العلمانيين، وبالتزامهم في بناء مجتمع عادل، متضامن وأخوي، يصبحون رسلا حقيقيين لبشارة يسوع ويساهمون في مجيء ملكوت الله من خلال تقديس العالم ونشر روح الإنجيل. وكي تكون هذه المشاركة في تبديل المجتمع أكثر فعالية، أضاف البابا يقول، ينبغي تنشئة علمانيين أكفياء لخدمة الخير العام. وهذه التنشئة التي يشكل التعرف فيها على العقيدة الاجتماعية للكنيسة عنصرًا أساسيا، ينبغي أن تأخذ في عين الإعتبار التزامهم في الحياة المدنية، ليكونوا قادرين على مواجهة المهام اليومية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مظهرين أن الاستقامة في الحياة العامة تفتح الطريق على الثقة وإدارة سليمة للأعمال.

وأشار البابا أيضا إلى أن الكنيسة تقدّم من خلال عمل الجماعات الرهبانية والعلمانيين الملتزمين إسهاما قيّما لحياة المجتمع، لاسيما عبر عملها التربوي لصالح الأجيال الشابة واهتمامها بالأشخاص المتألمين ونشاطاتها الخيرية على وجه خاص. وأكد الأب الأقدس أن اهتمام قادة الأمة بهذه النشاطات المدرسية والاجتماعية والصحية التي هي في خدمة كل المواطنين، يشكّل عونا ثمينا لنمو المجتمع بحد ذاته. وتطرق البابا أيضا إلى راعوية الزواج التي تشكل موضع اهتمام أساقفة مالي وأشار إلى أن من واجب الكنيسة مساعدة المعمدين لاسيما الشباب على إدراك جمال وكرامة هذا السر في الحياة المسيحية، وأكد أن التربية الإنسانية والمسيحية المقدَّمة للأطفال في سنيهم الأولى والمرتكزة إلى مثال الأهلين، تسمح لهؤلاء الصغار بقبول بذرة الإيمان وتنميتها.

وفي ختام كلمته لأساقفة مالي في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، عبّر البابا عن سروره بالعلاقات الودية التي يقيمها المؤمنون الكاثوليك مع مواطنيهم المسلمين، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الصداقة والتعاون المثمر بين المسيحيين والمسلمين، وأضاف:"إنه لشرعي أن تتمكن الهوية الخاصة لكل جماعة من التعبير جليًا عن نفسها في الاحترام المتبادل وعبر الاعتراف بالتعددية الدينية للجماعة الوطنية وتعزيز تعايش هادئ على مختلف أصعدة المجتمع. ومن الممكن على هذا النحو السير معا في التزام مشترك من أجل العدالة والوئام والسلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.