2007-05-13 17:28:16

عيد سيدة فاطمة: محطة روحية حول كلمة الحياة


أجابه يسوع: "إذا أحبني أحد، حفظ كلامي فأحبَّه أبي ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مُقاما. ومن لا يحبني لا يحفظ كلامي. والكلمة التي تسمعونها ليست كلمتي، بل كلمة الآب الذي أرسلني. قلت لكم هذه الأشياء وأنا مقيم عندكم ولكن المؤيِّد، الروح القدس الذي يرسله الآب باسمي، هو يعلمكم جميع الأشياء ويذكركم جميع ما قلته لكم. السلام أستودعكم وسلامي أعطيكم. لا أعطي كما يعطي العالم. فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع. سمعتموني أقول لكم: أنا ذاهب، ثم أرجع إليكم. لو كنتم تحبوني، لفرحتم بأني ذاهب إلى الآب لأن الآب أعظم مني. لقد أنبأتكم منذ الآن بهذا الأمر قبل حدوثه حتى إذا حدث تؤمنون. (يوحنا 14/23-29)

 

نشيد

 

يداك صنعتاني وثبّتتاني، أفهِمني فأتعلّم وصاياك.

يبصرني الذين يتقونك فيفرحون لأني أرجو كلمتك.

علمتُ يا ربُّ أن أحكامك برٌّ وأنك بالحق ذلّلتني.

فلتكن رحمتك تعزية لي بحسب قولك لعبدك.

ولتأتِني رأفتك فأحيا لأن شريعتك هي نعيمي.

ليخزَ المتكبّرون لأنهم بالكذب يرهقونني وأنا أتأمل في أوامرك.

ليرجِعْ إليَّ الذين يتقونك ويعرفون شهادتك.

ليكنْ قلبي كاملا في فرائضك لكي لا أخزى. (مزمور 119 ي)

 

قراءة من اللاهوتي ماكس توريان (+1996)

 

عندما قال يسوع لأمه: يا امرأة هوذا ابنك، أراد أن يوكل إلى الكنيسة- الأم، المرموز إليها بمريم المشتركة بآلامه وتؤمن وترجو وتحب، التلميذ الحبيب والمؤمن الذي يرمز إلى جميع المؤمنين، إخوة يسوع الأحباء وإلى كل إخوته. أرانا كلام المسيح لأمه وللتلميذ الحبيب أن المعنى الرمزي كان يفرض ذاته كما يفرض ذاته المعنى الحرفي. وليس الأمر شعورا عاطفيا بنويا بسيطا، بل أكثر من عمل له مدلولُه الهام على صعيد العمل الفدائي. إن التلميذ المدعو "بالتلميذ الذي يحبه يسوع" هو، بدون اعتراض، تجسيد للتلميذ الكامل، الأمين الحقيقي للمسيح، وللمؤمن الذي يقبل الروح. وليس الموضوع محبة خاصة من يسوع لأحد رسله، وإنما تجسيد رمزي للأمانة للرب.. ولكون مريم رمزا للكنيسة، سلّمها يسوع إلى التلميذ الحبيب وأوصاه بها. لقد انتهى زمن أمومة مريم الجسدية لابن الله المتجسد، وأعلن المسيح نهايتها في عرس قانا الجليل، فتصبح أم الله رمز الكنيسة الأم. ولن نستطيع بعد الآن أن نتكلم على الكنيسة وعلى أمومتها وتواضعها وإيمانها وفرحها، دون أن نرى في مريم أمّ الرب صورتها النقية ومثالها الأعلى وتحقيقها الأول. مريم- الكنيسة والكنيسة- مريم. (مريم أم الربّ ورمز الكنيسة، الفصل التاسع)

 

صلاة

 

أيها الرب إلهنا، يا من منحتَ الطوباوية مريم العذراء أن تكون أما لابنك الوحيد الذي أهّلها لتكون أم الكنيسة والشعب المسيحي وكرّمها بأبهى المحاسن وزينها بأفضل الصفات وأقامها ملكة على القلوب المتعطشة، لتكن ذكراها علامة رجاء ومحبة وحنان لكل المسيحيين الذين يكرّمونها اليوم في فاطيما بالبرتغال وفي أباريسيدا بالبرازيل وتبقى المرشدة إلى ابنها يسوع المسيح في عيش الأمانة والشهادة له بفرح وشجاعة. لك المجد دائما. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.