2007-05-12 17:00:13

زيارة البابا إلى مركز الرجاء لإعادة تأهيل المدمنين على الكحول والمخدرات: أقول لبائعي المخدرات أن يفكّروا بالشر الذي يسبّبونه لأعداد هائلة من الشبان والبالغين من مختلف الشرائح الاجتماعية. إن الله سيحاسبهم على ما قاموا به


أباراسيدا هي المحطة الثانية من زيارة قداسة البابا الرسولية إلى البرازيل، وذلك بعد ساو باولو حيث التقى الشباب في استاد باكيمبو ورفع إلى مجد المذابح قديسا الطوباوي أنطونيو دي سانت أنّا غالفاو، أول قديس في البرازيل، والتقى أيضا في كاتدرائية المدينة أساقفة البرازيل الأربعمائة والسبعة والعشرين.

صباح السبت بتوقيت البرازيل زار بندكتس السادس عشر مركز الرجاء في غواراتينغويتا لإعادة تأهيل الشباب المدمنين على الكحول والمخدرات، وقد تأسس هذا المركز في عام 1979 بمبادرة من الراهب الفرنسيسكاني هانس ستابل الألماني الأصل ووفقًا للوصية الإنجيلية:" الحقَّ أقول لكم: كلَّما صنعتُم شيئا لواحدٍ من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه." وفي كلمته للمناسبة، حيّا البابا الجميع خاصا بالذكر الأب ستابل وأضاف يقول:على كنيسة اليوم أن تُعيد إحياء واجب إقتراح صوت يسوع القائل "أنا هو نور العالم؛ من يتبعْني لا يمشِ في الظلام، بل يكون له نورُ الحياة". ومن جهته، فإن رسالة البابا هي إعادة إحياء هذا النور في القلوب. نورٌ لا ينطفئ لأنه يريد إنارة أعماق النفوس الباحثة عن الخير الحقيقي والسلام الذي يعجز العالم عن إعطائه.

ونورٌ كهذا ـ أضاف الأب الأقدس ـ يحتاج فقط لقلب منفتحٍ على الرغبات الإلهية. كما وأن الله لا يُجبِر على شيء ولا يقمع الحرية الفردية؛ إنما يطلب أن نفتح صميم ضميرنا الذي تمرّ عبره الطموحات الأكثر نبلا إضافة إلى العواطف والأهواء المشوشة التي تحجب رسالة العلي. وتابع الأب الأقدس كلمته يقول إن يسوع يأتي في لحظة ما من الحياة ويقرع القلوب المهيّأة بدقات عذبة. وقد فعل الله هذا معكم من خلال شخص صديق أو كاهن، أو ربّما يُعد سلسة صدفات ليفهكم بأنكم موضوع المحبة الإلهية. وعبر المؤسسة التي تستضيفكم، وفّر الرب لكم اختبار إعادة التأهيل الجسدي والروحي الذي يشكل أهمية حيوية لكم ولعائلاتكم. وينتظرُ المجتمع منكم أن تنشروا كنز الصحة الثمين بين أصدقاءكم وأعضاء الجماعة كلها.

ودعا الأب الأقدس الجميع ليكونوا سفراء الرجاء، مشيرًا إلى كثرة الإدمان على المخدرات في البرازيل وأمريكا اللاتينية، وأضاف: أقول لبائعي المخدرات أن يفكّروا بالشر الذي يسبّبونه لأعداد هائلة من الشبان والبالغين من مختلف الطبقات الاجتماعية: إن الله سيحاسبهم على ما قاموا به! لا يجوز دوْسُ الكرامة البشرية بهذه الطريقة. وأشار البابا في كلمته إلى أن شبانا كثيرين نجحوا في استعادة معنى الحياة، من خلال علاج طبي، نفسي وتربوي، وعبر الصلاة أيضا، معبّرا عن تقديره لهذه المؤسسة التي ترتكز لروحانية القديس فرنسيس وروحانية حركة الفوكولاري. وأضاف البابا أن إعادة الإنخراط في المجتمع، يشكل بدون أدنى شك، علامة فعاليّة مبادرتِكم. فلا تكفي معالجة الجسد، بل هناك حاجة أيضا لتزيين النفس بأثمن العطايا الإلهية المُنالة بالعماد.

وختم بندكتس السادس عشر كلمته في مركز الرجاء لإعادة تأهيل المدمنين على الكحول والمخدرات، شاكرا الجميع على النشاط الذي يقومون به خاصا بالذكر الأب هانس ستابل، وقال: "يتّجه فكري بوع خاص نحو مؤسسات أخرى في العالم تعمل على إعادة الحياة، حياةٍ جديدة، لإخوتنا الموجودين في مجتمعنا، والذين يحبّهم الله محبة خاصة. كما وأن وجود المركز بالقرب من معبد أباراسيدا المريمي يضمنُ لنا بأنه تأسس ببركة والدية. وإنني أطلب منذ فترة طويلة من سلطانة البرازيل أن تبسط بمعطفها الحامي جميع المشاركين في المؤتمر العام الخامس لأساقفة أمريكا اللاتينية والكاراييب.








All the contents on this site are copyrighted ©.