2007-05-04 16:17:32

كلمة البابا إلى أساقفة مقدونيا والجبل الأسود وصربيا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الجمعة في الفاتيكان أساقفة مقدونيا،الجبل الأسود وصربيا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، ووجه إليهم كلمة قال فيها إن الجماعات الكنسية في هذه الدول المختلفة من حيث الاتنية والثقافة واللغة، يجمعها الإيمان نفسه بالمسيح القائم.

حيا الأب الأقدس الأساقفة بكلمات القديس بولس إلى أهل روما "ليغمُرْكُم إلهُ الرجاء بعميمِ الفرحِ والسلامِ في الإيمانِ لتفيضَ نفوسُكم رجاءً بقوّةِ الروح القدس"، وخصّ بالذكر رئيس الأساقفة ستانيسلاو هوشيفار رئيس المجلس الأسقفي الدولي للقديسن كيريلوس وميتوديوس الذي أسسه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني في ديسمبر كانون الأول عام 2004.وطلب البابا إلى الأساقفة أن يؤكدوا للكهنة والرهبان والراهبات والأطفال والشباب والمسنين والعائلات في بلدانهم على قربه منهم، حاثا الجميع على المثابرة في الوحدة والانفتاح المتبادل وروح الأخوّة.

وعبّر الأب الأقدس عن سروره بمشروع إنشاء مدرسة إكليريكية عليا في سوبوتيكا، مشجعا هذه المبادرة التي، وكما قال، ستخدم مختلف الأبرشيات. ودعا أيضا إلى مساعدة الإكليريكيين ليدركوا بوضوح أنّ على الكاهن تنميةَ علاقة حميمة مع يسوع، إذا ما أراد إتمام رسالته بالكامل وعدم اعتبار نفسه مجرّد "موظف" في هيئة كنسيّة. كما وذكّر البابا بأن الكاهن هو في خدمة الكنيسة، الجسم الحي والروحي الذي لا ينتهل قوته من المكونات الوطنية والاتنية والسياسية، بل من عمل المسيح الحاضر في خدّامه.

وتابع البابا كلمته قائلا إنّه تعرّف بطريقة أفضل خلال لقائه الأساقفة الأيام الماضية على واقع أبرشياتهم المكونة غالبا من قطيع صغير في إطار متعدد الاتنيات والثقافات والديانات، مشيرًا إلى أن رسالتهم ليست بسهلة، وداعيا إياهم ـ بمساعدة الرب والطواعية لروحه القدوس ـ إلى تشجيع المؤمنين الموكلين لرعايتهم على أن يكونوا "الخمير" الإنجيلي الذي يخمّر المجتمع.

كما وتحدّث الأب الأقدس عن صعوبة نسيان إرث ثقيل وليد أكثر من أربعين عاما من الفكر الواحد الذي سبّب تصرفات اجتماعية غير موسومة بالحرية والمسؤولية الشخصية، وعن الصعوبة أيضا في مقاومة إغراءات الغرب المادية ومخاطر النسبية والليبرالية الأخلاقية والتطرف السياسي. ودعا البابا الجميع إلى توحيد القوى ومواصلة عملهم بصبر وأناة، واثقين بأنهم سيجنون يوما ـ وبعون الله ـ الثمارَ التي سيجعلها ناضجة وفقًا لتدابير خلاصه.

وختم البابا كلمته لأساقفة مقدونيا، الجبل الأسود وصربيا حاثا الجميع على البقاء دوما إلى جانب المؤمنين لأنهم يحتاجون إلى معلمين حكماء ورعاة قديسين، وعلى أن يكونوا متّحدين فيما بينهم ويهتموا بالدعوات إلى الكهنوت والحياة المكرسة، وعلى أن يشجعوا المؤمنين على القيام بمسؤولياتهم في الحقل الكنسي والمدني. وقال الأب الأقدس: "إن الله وضعكم في اتصال وثيق بالإخوة الأورثوذكس: وكعضو في جسد واحد، ابحثوا عن كل تعاون ممكن في خدمة ملكوت الله الواحد. كما وتعاونوا مع باقي الطوائف المسيحية ومع كل شخص ذي إرادة طيبة بهدف تنمية كل ما يفيد في نشر القيم الانجيلية."








All the contents on this site are copyrighted ©.