2007-05-01 16:33:18

وقفة روحية في ذكرى القديس يوسف العامل


ولما أتم يسوع هذه الأمثال ذهب من هناك وجاء إلى وطنه، وأخذ يعلم الناس في مجمعهم، حتى دهشوا وقالوا: "مِن أين له هذه الحكمة وتلك المعجزات؟ أما هو ابن النجار؟ أوليست أمّه تدعى مريم، وإخوته يعقوب ويوسف وسمعان ويهوذا؟ أوليس جميع أخواته عندنا؟ فمِن أين له كل هذا؟" وكان لهم حجر عثرة. فقال لهم يسوع: "لا يُزدرى نبيّ إلا في وطنه وبيته". ولم يُكثر من المعجزات هناك لعدم إيمانهم. (متى 13/54-58)

 

قراءة من القديس باسيليوس الكبير (+379)

العمل والتعاون شريعة إلهية

 

بما يعرف الطمع؟ بخرق الشريعة الإلهية إذ يفتكر الإنسان في نفسه قبل أن يفتكر في غيره. وذلك حسب الشريعة القديمة لأنه كتب: "أحبب قريبك مثل نفسك" وبحسب شريعة الإنجيل إذ يُمسك الإنسان لمنفعته الخاصة أكثر مما يحتاج إليه في يومه، لأنه كتب: "يا جاهل في هذه الليلة تُستردُّ نفسك منك، فلمن يكون ما أعددته؟" (لوقا 12/20)  ومعنى ذلك أن من يجمع لنفعه دون غيره ليس غنيا في نظر الله. يقول ربنا يسوع المسيح: "أخذتم مجانا فمجانا أعطوا...لأن العامل يستحق أجرته"(متى10/9-10). والقديس بولس يوصينا بالشغل وبعمل الخير بأيدينا، فالشغل فرض علينا. فلا واجب الصلاة ولا حجة الراحة مما يعفينا من العمل المُجهد، بل يحثنا على المزيد من الكدّ حتى يقال عنا ما قيل عن القديس بولس: قضى عمره في العمل والجهد محتملا السهر الطويل والجوع والعطش. وليس الدافع إلى واجب الشغل هذا حاجةَ جسمنا إلى الراحة بل واجبَ المحبة الأخوية. لأن الله يريد أن نعاون بتعبنا على بقاء مَن هم دوننا قوة، كما كان الرسول بولس يفعل على حد قوله في كتاب أعمال الرسل: "وأنتم تعلمون أن يديّ هاتين سدّتا حاجتي وحاجات رفقائي وقد بيّنت لكم بأجلى بيان أنه بمثل هذا الجهد يجب علينا أن نسعف الضعفاء" (أعمال 20/34-35) وفي كتابته إلى أهل أفسس: "بل عليه أن يكدّ ويعمل بيديه ليستطيع أن يفعل الخير فيساعد المعوز" (أفسس 4/28). فإذا فعلتم ذلك استحققتم أن تسمعوا المسيح يقول لكم ساعة الموت: "تعالوا يا من باركهم أبي، فرثوا الملكوت المعدّ لكم منذ إنشاء العالم: لأني جعت فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني وكنت غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعدتموني وسجينا فجئتم إليّ" (متى 25/34-35). (مختصر قانون 37)

 

صلاة

 

أيها الرب إلهنا الحنان، تقبل صلاتنا نرفعها في هذا اليوم مكرسين لك كل عمال العالم حتى تكون لهم أبا وحاميا وعضدا في تعرجات الحياة وهاديا في طريق الخلاص. كافئهم على أعمالهم الحسنة واجعلها تتجه إلى إكرامك وتمجيدك على مثال القديس يوسف العامل الصامت الذي انتخبته ليكون أبا مربيا ليسوع المسيح وعريسا نقيا لمريم العذراء الدائمة البتولية ورأسا لعائلة الناصرة المقدسة. امنح يا رب العمال المجاهدين حياة كريمة وادفع عنهم الأخطار الجسدية والنفسية وهب المسؤولين حكمة وفطنة فيصونوا كرامتهم ويعاملوهم بأخوّة وعدالة واحترام. بارك يا ربنا كل عيال الأرض فتبقى خلية المجتمع الإنساني الوحيدة ومصدر بركات روحية من فيضك، لك المجد إلى الأبد. آمين.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.