2007-04-25 15:18:06

البابا في مقابلة الأربعاء العامة: كلام الله لا يزول أبدا والكنيسة تتجدد باستمرار


تابع البابا بندكتوس الـ16 تعليمه عن آباء الكنيسة اليوم الأربعاء في مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين والحجاج الذين احتشدوا بالآلاف تحت شمس حارقة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وتحدث عن أوريجانوس أحد أكبر مفكري الكنيسة في القرن الثالث الميلادي.تلميذ ووريث القديس إكليمنضوس الإسكندري الفكري، يعد بحق معلما ولاهوتيا لامعا وشاهدا حقا لما كان يعلمه. تاقت نفسه طوال حياته كمسيحي وكاهن لشهادة الدم على غرار والده الذي توفي بقطع رأسه، وقد تمت شهادته منتصف القرن الثالث أيام اضطهاد الإمبراطور ديسيوس.ترك الكثير من المؤلفات والمدونات والعظات ولم يبق منها إلا اليسير الذي يكرسه أغزر مؤلف في القرون الثلاثة الأولى.

تابع البابا كلامه يقول إن قراءة الكتاب المقدس المصلية والوعظ وتماسك السيرة الأدبية التي التزم بها أوريجانوس في القرن الثالث الميلادي شكلت منعطفا وتحولا حاسما في الفكر المسيحي ولا تزال حية وواقعية في عصرنا اليوم، إذ أسّس اللاهوت على قاعدة تفسير الكتب المقدسة أي التكافل والاتحاد الوثيق بين اللاهوت والتفسير الكتابي. وترتكز مؤلفاته إلى القراءة المثلثة للكتاب المقدس: الأولى قراءة حريصة وأمينة انطلاقا من النص العبراني والترجمات الإغريقية المختلفة، الثانية تقوم على تفاسير النصوص آية تلو الأخرى، والأخيرة هي الوعظ وإلقاء الكلام على جماعة متنوعة الثقافات والمعارف والتقاليد.وهكذا نقل أوريجانوس مستمعيه من المعنى الحرفي إلى التفسير الأدبي ومن ثم الروحي للنص البيبلي، وتوصل بذلك إلى قراءة مسيحية حقة للعهد القديم التي إن دلّت على شيء فعلى وحدة الكتاب المقدس العميقة التي تشجع على النمو في معرفة الله والمسيح يسوع وهذا ما أردت أن أبيّنه، قال البابا، في كتابي الأخير عن "يسوع الناصري".

ورفع البابا الصلاة إلى الرب ليمنح الكنيسة اليوم مفكرين ولاهوتيين وعلماء الكتاب المقدس على غرار أوريجانوس الذي بشغف يذكّرنا أن الكنيسة تتجدد باستمرار وتغدو فتيّة عندما تقرأ بطريقة مصلية الكتاب المقدس وتتماسك في شهادة حياتها. وفي ختام مقابلة الأربعاء العامة، حيا الأب الأقدس المؤمنين والحجاج بلغات مختلفة وشجع الشبيبة على اتباع يسوع المسيح بلا خوف أو تردد والتكرس له كهنوتيا أو رهبانيا مذكرا بيوم الصلاة العالمي لأجل الدعوات الأحد القادم.

ثم وجه نداء لمناسبة أسبوع سلامة المرور والطرقات الذي أطلقته الأمم المتحدة، شكر فيه وشجع كل المؤسسات الرسمية التي تعنى بصيانة وأمان الطرقات وحماية الحياة البشرية بالسبل الملائمة، كما حض كل الذين يجندون أبحاثهم لتطوير تقنيات واستراتيجيات تخفض عدد حوادث المرور في العالم أجمع. وعبر عن قربه من ذوي الضحايا والجرحى الذي يرفع الصلاة لأجلهم داعيا السائقين في العالم والشباب منهم إلى التعقل في القيادة واحترام أكبر لقانون المرور. ثم منح الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.