2007-04-22 15:43:05

البابا في عظة القداس في بافيا: حياة القديس أغسطينوس كانت مسيرة توبة واهتداء دائمة


لليوم الثاني على التوالي وبعد أن زار عصر السبت الفائت أبرشية فيجيفانو واحتفل بالذبيحة الإلهية مع أسقفها والكهنة والمؤمنين، تابع البابا بندكتوس الـ16 زيارته الراعوية لأبرشية بافيا بشمال أيطاليا وعرّج صباح الأحد على مجمّع القديس متى الطبي والتقى المسؤولين والأطباء والممرضين والمرضى وذويهم ووجه لهم تحية ومباركة. ثم انتقل بعدها إلى ساحة حدائق بورّوميني وسط المدينة حيث ترأس الذبيحة الإلهية حضره الآلاف من المؤمنين والحجاج وألقى عظة عدد فيها حياة ومراحل اهتداء القديس أغسطينوس التي تحتضن رفاته كنيسة القديس بطرس في مدينة بافيا.

تحدث البابا عن الزمن الفصحي الذي يسلط الضوء على تبشير الرسل بعد القيامة وخصوصا القديس بطرس لهداية اليهود إلى الإيمان بيسوع المسيح. وذكر بمداخلة الرسول بطرس أمام محفل اليهود ودفاعه عن القيامة قائلا إن الله قد أقام يسوع رئيسا ومخلصا لكل الناس ولنا ولكم. والتعليم هذا يتوجه إلينا نحن لأن يسوع القائم من الموت حي أبدا إلى يومنا وهو رأس الأجيال كلها ومخلّصها وهادي حياتنا إلى الحق والاستقامة. فعلينا سلوك الطريق الذي يدلنا عليه يسوع المسيح ألا وهو التوبة والهداية. ويعجّ تاريخ المسيحية بنماذج هداية نختار منها ما يغني حياتنا ويقودنا إلى المسيح راعينا ومخلصنا.

وأشار إلى أن مدينة بافيا تتحدث عن القديس أوريليوس أغسطينوس أحد أهم المهتدين في تاريخ الكنيسة المتوفي عام 430 وتحتفظ برفاته التي أتى به ملك اللونغوبارد في العصور الوسطى. فهو بالتالي يكلمنا من خلال كتبه وأهمها كتاب "الاعترافات" الذي يسطر فيه رحلة اهتدائه منذ اعتماده وحتى آخر عمره، وقال البابا إن حياته كانت مسيرة توبة واهتداء دائم.

وتابع البابا الكلام على مرحلة اهتداء أغسطينوس الأولى والأساس قائلا إنها مسيرة داخلية صوب المسيحية و"نعمْ" للإيمان والعماد، وكان شغفه بالحقيقة كلمة سر حياته الحقة. إن الفلسفة لم ترشد إلى كيفية الوصول إلى الكلمة اللوغوس، العقل الخالق، فبقي بعيد المنال. ولكن إيمان الكنيسة بالإله المتجسد أعطاه الجواب الجوهري: علينا باتضاع إيماننا جوابا على تواضع تجسد الله.

وانتقل الأب الأقدس إلى المرحلة الثانية من اهتداء أغسطينوس فعرض لسفره إلى هيبونا (في الجزائر اليوم) حيث أسس ديرا للحياة الرهبانية وكيف أنه اختير من جانب أسقف المدينة ليكون واعظا في الكنيسة فأثر ذلك على مسيرة حياته فقرر أن يحيا مع المسيح من أجل الكل. فترجم كل معرفته وأفكاره إلى لهجة أهل بلده البسطاء وكأنه يقول لنا عيشوا الإنجيل بلغة الحياة اليومية.

وسطر البابا أهمية المرحلة النهائية الحاسمة لمسيرة اهتداء أغسطينوس إذ طلب من الأسقف بعد سيامته الكهنوتية أن يتفرغ مدة من الزمن للتعمق بدراسة الكتاب المقدس. فرشح منه كتاب المواعظ التي شددت على تطويبات يسوع كدرب حياة حقة وكاملة، ومسيرة حج إلى جبل كلمة الله المقدس. ووضع نصب عينيه أمرا أكيدا وهو أن واحدا فقط كامل هو وأن كلامه في التطويبات على الجبل تحقق فعلا بشخص واحد فقط ألا وهو يسوع المسيح.

وفي الختام، صلى الأب الأقدس كي يمنح الرب يوما بعد يوم نعمة الاهتداء الضرورية التي تقودنا إلى الحياة الحقة على مثال القديس أغسطينوس الذي  امتلأ حكمة وتواضعا من نور الله أبي الأنوار.








All the contents on this site are copyrighted ©.