2007-04-22 15:52:57

إنجيل الأحد: وقفة تأملية حول كلمة الحياة


وتراءى يسوع بعدئذ للتلاميذ مرة أخرى. وكان ذلك على شاطئ بحيرة طبرية. وهكذا تراءى لهم: كان قد اجتمع سمعان بطرس وتوما الذي يقال له التوأم ونتنائيل من قانا الجليل وابنا زبدى وآخران من تلاميذه فقال لهم سمعان بطرس: "أنا ذاهب لصيد". فقالوا له: "ونحن نذهب معك". فخرجوا وركبوا السفينة، ولكنهم لم يصيبوا في تلك الليلة شيئا.

فلما كان الفجر، وقف يسوع على الشاطئ، فلم يعرف التلاميذ أنه يسوع. فقال لهم: "أيها الفتيان، أمعكم شيء من السمك؟" أجابوه: "لا". فقال لهم: "ألقوا الشبكة إلى يمين السفينة تجدوا". فألقوها، فإذا هم لا يقدرون على جذبها، لِما فيها من السمك. فقال التلميذ الذي أحبه يسوع لبطرس: "إنه الربّ". فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب، ائتزر بثوبه، لأنه كان عريانا، وألقى بنفسه في البحيرة. وأقبل التلاميذ الآخرون بالسفينة، يجرون الشبكة بما فيها من السمك، ولم يكونوا إلا على بعد نحو مائتي ذراع من البَر.

فلما نزلوا إلى البَر أبصروا جمرا متّقدا عليه سمك وخبزا فقال لهم يسوع: "هاتوا من ذلك السمك الذي أصبتموه الآن". فصعد سمعان بطرس إلى السفينة، وجذب الشبكة إلى البَر، وقد امتلأت بمائة وثلاث وخمسين سمكة من السمك الكبير، ولم تتمزق الشبكة مع هذا العدد الكثير. فقال لهم يسوع: "تعالوا افطروا!" ولم يجرؤ أحد من التلاميذ أن يسأله: من أنت؟ لعلمهم أنه الربّ. فدنا يسوع فأخذ الخبز وناولهم، وفعل مثل ذلك في السمك. تلك المرة الثالثة التي يتراءى فيها يسوع لتلاميذه بعد قيامته من بين الأموات.

وبعد أن فطروا قال يسوع لسمعان بطرس: "يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر مما يحبني هؤلاء؟" قال له: "نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك حبا شديدا". قال له: "إرعَ حملاني". قال له مرة ثانية: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟" قال له: "نعم يا رب، أنت تعلم أني أحبك حبا شديدا". قال له: "اسهر على خرافي". قال له ثالثة: "يا سمعان بن يونا، أتحبني حبا شديدا؟" فحزن بطرس لأنه قال له مرة ثالثة: أتحبني؟ فقال: "يا رب، أنت تعلم كل شيء، أنت تعلم أني أحبك حبا شديدا". قال له: "ارعَ خرافي. الحق الحق أقول لك: لما كنتَ شابا، كنتَ تشد الزنار بنفسك، وتسير إلى حيث تشاء. فإذا صرتَ شيخا بسطتَ يديك، وشد غيرُك لك الزنار، ومضى بك إلى حيث لا تشاء". قال ذلك مشيرا إلى المِيتة التي سيمجِدُ بها الله. (يوحنا 21/1-19)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

 

"سأرسِل صيادين عديدين". ما هذا النوع الجديد من الصيد؟ من أَخذَ أمسِ يُصادُ اليوم. الأرض ملأى بمجد المسيح، الإيمان يتغلغل فيها. فلا يخطُرنَّ على بالك ما لا يتناسبُ مع عظمة المتأنِّس وتدبير الله في شأنه. يُشيع اليهود أن قيامته المزعومة لم تكن سوى مسألةِ دراهم، وزعموا أن تلاميذه سرقوا جثمانه. لم يُصدِر اليهود حكمهم إلا على جسده، بينما يبذل التلاميذ كل المستطاع للتبشير بألوهيّته. يسعى اليهود اليوم لنشر الضلال، وتقاومه الكنيسة بتعاليمها عن الحياة الأبدية. لنعدْ إلى مثلٍ قديم: إخوة يوسف نصبوا له فخا. فكان أبوه وعائلتُه يبكونه، وهو حيّ مالكٌ على مِصر. كانوا يبكون عليه في بيت يعقوب كأنه ميت، بينما كان في مِصر حيّا يملِك على البلاد. هكذا في أيامنا، اليهود والهراطقة المتطرفون يَعدّون المسيح ميتا. يجحدون ألوهيّته ويزعزعون الإيمان بتعنّتهم. أما عندنا فهو حيّ مالكٌ يتقبّل سجودَنا كما يليق. لأن كلامَ الله قديرٌ، فهو باقٍ، وتعليم الرسل لا يُغلَب.

 

صلاة

ليكنْ تذكارُ قيامتك أيها المسيحُ إلهُنا حيّا في قلوبنا وعقولنا، نستمدّ منه إيمانا جديدا يتغلّب على أسباب الشكّ ويُثمِرُ بكل عملٍ صالح ويثِقُ بقوةِ نعمتك، ورجاءً وطيدا لا يتسرّبُ إليه يأسٌ ولا تنالُ منه خَيبةٌ ويضعُ فيك كلََّ انتظار، ومحبةً مضطرمةً تقدِّسُ كلَ عملٍ وتذلّلُ كلَ عقبة. هبنا أن نعرفك ونعرفَ قوةَ قيامتك وشِرْكَةَ آلامِك حتى نبلُغَ إلى قيامة الحياة، فنمجدَك إلى الأبد.








All the contents on this site are copyrighted ©.