19 أبريل الذكرى السنوية الثانية على انتخاب البابا بندكتس السادس عشر

لعامين خليا، وتحديدا في 19 من أبريل نيسان 2005، وعند الساعة الخامسة والدقيقة الخمسين، خرج الدخان الأبيض من مدخنة كابلة السيكستين، وحبس الجميع أنفاسهم متسائلين من يكون البابا الجديد. إنه جوزيف راتزيتغر الذي اتخذ اسم بندكتس السادس عشر وأطل على المؤمنين الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس موجها كلماته الأولى:" إخوتي وأخواتي الأعزاء، بعد البابا العظيم يوحنا بولس الثاني، إنتخبني الكرادلة، أنا العامل المتواضع في كرم الرب. ما يعزِّيني أنّ الله يحسن العمل والتصرف حتى بوسائل غير كافية، وأُسلّم ذاتي بنوع خاص لصلواتكم..."

وشكلت الذبيحة الإلهية افتتاحية اليوم الثاني لانتخابه على السدة البطرسية، وفي عظة ألقاها في كابلة السكستين، أكد بندكتس السادس عشر، وبقوة، على إرادته في مواصلة ما حققه المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي فتح الكنيسة على العالم، كما وأعرب عن استعداد جميع كاثوليك العالم للتعاون في تحقيق النمو الاجتماعي الذي يحترم كرامة كل إنسان، وأكد أنه لن يأل جهدا لمواصلة الحوار الواعد الذي أطلقه أسلافه مع مختلف الحضارات لأن "التفاهم المتبادل يُنبِت شروط بناء مستقبل أفضل للجميع".

وخلال عامين على انتخابه حبرًا أعظم، التقى بندكتس السادس عشر سبعة ملايين ونصف مليون شخص وأجرى 3 رحلات داخل الأراضي الإيطالية و5 إلى الخارج وكتب رسالة عامة بعنوان "الله محبة"، وإرشادا رسوليا حول الإفخارستية وكتابًا عنوانه "يسوع الناصري" صدر في يوم ميلاده.

بندكتس السادس عشر من مواليد بلدة ماركتل أم إين بأبرشية باسّاو الألمانية في 16 من أبريل نيسان عام 1927. سيم كاهنًا في 29 من حزيران يونيو من عام 1951، ودرس اللاهوت في جامعة ميونيخ.  شارك عام 1962 في أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. في 14 من آذار مارس من عام 1977، عيّنه السعيد الذكر البابا بولس السادس رئيس أساقفة على ميونيخ.وفي 27 من حزيران يونيو عام 1977 اعتمر القبعة الكاردينالية من يد السعيد الذكر البابا بولس السادس.في 25 من تشرين الثاني نوفمبر عام 1981 عيّنه سلفه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني عميدًا لمجمع عقيدة الإيمان، ورئيسًا للجنة الحبرية البيبلية واللجنة الحبرية اللاهوتية الدولية. وفي 6 من تشرين الثاني نوفمبر من عام 1998، انتُخب نائبًا لعميد مجمع الكرادلة، ثم عميدًا للمجمع في الثلاثين من تشرين الثاني نوفمبر من عام 2002.