2007-04-18 15:17:55

البابا في مقابلته العامة: معرفة المسيح الحقة هي شِركة حب معه تقود الحياة المسيحية نحو قمة كمالها أي التأمل


احتشد عشرات الآلاف من المؤمنين والحجاج والسياح صباح اليوم الأربعاء في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ليصغوا إلى تعليم البابا بندكتوس الـ16 الأسبوعي أثناء المقابلة العامة المعتادة والذي تمحور حول شخصية أحد آباء الكنيسة الأولى وهو القديس إكليمنضوس الإسكندري.

ولد إكليمنضوس على الأرجح في أثينا باليونان أواسط القرن الثاني الميلادي من أبوين وثنيين ونشأ في خضم التيارات الفلسفية اليونانية. ارتد إلى المسيحية وقام بأسفار عدة في أرجاء اليونان وإلى إيطاليا ووصل الإسكندرية بمصر حيث ازدهرت مدرستها اللاهوتية الشهيرة وعلى رأسها بانتينوس. وبطلب من بابا الاسكندرية ديمتريوس الأول رحل بانتينوس في مهمة رسولية إلى الهند وعين إكليمنضوس ألمع تلاميذه خلفا له على رئاسة المدرسة قبل أن يتسلمها فيما بعد أوريجانوس.

إن أكليمنضوس، قال البابا، شاهد جدلي على الحوار بين الإيمان والعقل في التقليد المسيحي. فهو ينظر إلى الفلسفة كتعليم تمهيدي للإيمان المسيحي وكما أعطى الله الشريعة لأبناء الشعب المختار كذلك وهب اليونانيين الفلسفة كعهد خاص بهم.

يرسم القديس إكليمنضوس الإسكندري في مؤلفاته الثلاثة خطا إعداديا للوحي الإلهي، أي المعرفة الحقة ليسوع المسيح المدعو إليها كل مسيحي. وهذه المعرفة الأليفة لحقيقة كلمة الله تشكل توسيعا وتفصيلا لمضمون السر المسيحي الذي هيأته الفلسفة بتحريض الإيمان. لذلك فإن المعرفة الحقة لهي شِرْكةُ حب مع المسيح، بدفع من ذاته، تقود الحياة المسيحية نحو قمة كمالها ألا وهو التأمل.

 

في طريق تظهير متقدم للطبيعة الإلهية كون الإنسان مخلوقا على صورة الله ومثاله، تابع البابا يقول، يشدد إكليمنضوس الإسكندري على أن جهد العقل والفكر لا ينفصم أبدا عن أعمال خير ومحبة يقوم بها الإنسان فتعتقه من أهوائه ونزواته وتنمّي فيه الحب.

وختم الأب الأقدس كلامه بصلاة إلى المسيح الكلمة التي أنهى القديس إكليمنضوس الإسكندري كتابه بها: "هبنا اللهم أن نحيا بسلامك وننطلق إلى مدينتك، ونجتاز دون أن تغمرنا أنواء الخطيئة، وأن ينقلنا الروح القدس والحكمة المعصومة بهدوء، نحن الذين ننشد ليل نهار نشيد حمد للآب الأوحد وللإبن المربّي المعلّم مع الروح القدس. آمين"

وفور انتهاء تعليمه، تلا البابا بندكتوس الـ16 الصلاة المريمية وحيا المؤمنين والحجاج والسياح المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بلغات مختلفة والوافدين من بلدان عديدة، ثم منحهم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.