البابا في مقابلته العامة: من أراد لقاء يسوع المسيح فلا يتطلع إلى الوراء

"أشكركم على حضوركم الكثيف والشكر لله على الشمس الدافئة التي تغمرنا" بهذه العبارات العفوية، افتتح البابا بندكتوس الـ16 حديثه إلى آلاف المؤمنين والحجاج والسياح الذي تجمعوا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان اليوم الأربعاء وتابع تعليمه الأسبوعي عن لقاء يسوع بالرسل والتلاميذ بعد قيامته.

عشية عيد الفصح صدحت الألحان بنشيد "قام الرب حقا هللويا"، قال البابا، وتذكرنا الليتورجية بلقاءات يسوع بعد قيامته كما رواها الإنجيليون والتي تشكل دعوة إلى السير الروحي على خطى من التقوا المسيح ومن تعرفوا عليه في الأيام التي تلت حدث القيامة.

يحثنا الرسولان بطرس ويوحنا اللذان هرعا إلى القبر ويدعواننا مثلهما إلى البحث عن الرب بقلب بسيط وصادق. وتخبرنا اليوم قراءات أربعاء ثمانية الفصح عن سير المسيح مع تلميذي عماوس المحبطَين وهو يحدثهما طوال الطريق عن تمام ما حدث كما تنبأت الكتب المقدسة وكيف أنهما عرفاه عند كسر الخبز. ولا بد من ذكر مريم المجدلية التي قال لها الرب: "لا تمسكيني، إني لم أصعد بعد إلى أبي". فمن أراد لقاء المسيح فلا يتطلعْ إلى الوراء بل ليُقِمْ علاقة جيدة معه وبطريقة جديدة.

لننظر أخيرا ما حدث لتوما الرسول، تابع البابا يقول، وكيف أن يسوع كشف له عن جراحاته وآثارها كيلا ينسى الصليب أبدا: يسوع يدعو غير المؤمن إلى جسّه كي يكون "مؤمنا لا غير مؤمن" فيمسي شاهد عيان على قيامته. فكلنا مدعوون كما دعا يسوع مريم المجدلية وتوما وسائر الرسل والتلاميذ لنكون شهودا على موته وقيامته، ولا يمكننا الاحتفاظ بهذه البشرى.

وختم البابا تعليمه طالبا صلاة العذراء مريم كي نستسيغ كلنا ملء فرحة القيامة ونصبح بمعونة الروح القدس قادرين على نشر هذه البشرى من حولنا. ثم منح جميع المؤمنين والحجاج بركته الرسولية.