2007-04-07 11:34:22

سبت النور: وقفة تأملية حول كلمة الحياة


 

وجاء رجل اسمه يوسف، وهو عضو في المجلس، وامرؤٌ صالح بارٌّ لم يوافقهم على قصدهم ولا عملهم، وكان من الرامة وهي مدينة لليهود، وكان ينتظر ملكوت الله، فقصد إلى بيلاطس وطلب جثمان يسوع. ثم أنزله عن الصليب ولفّه في كتّان ووضعه في قبر حفر في الصخر لم يكن قد وضع في أحد. وكان اليوم يوم التهيئة وقد بدت أضواء السبت. وكان النسوة اللواتي جئن من الجليل مع يسوع يتبعن يوسف، فأبصرن القبر وكيف وُضع فيه جثمانه. ثم رجعن وأعددن طيبا وحنوطا، واسترحن راحة السبت على ما تقضي به الوصية. (لوقا 23/50-56)

 

قراءة من الأب كميل حشيمه اليسوعي

بانتظار القيامة

 

أودع يسوع القبر، قبرا جديدا لم يستعمل بعد منحوتا في صميم الصخر. بِكرُ الأرض والخلائق يعود من حيث أتى عن طريق أرضٍ بكرِ. محبُ الفقراء ينهي حياته كما بدأها: ولادته في مغارة ودفنه في مغارة. أراد المسيح الاختفاء. أراد أن يختم قبره، أن يتأكد الجميع من موته لتظهر قيامته على أبهى وجه وأقوى حجة. ضابط الأرض في قبضته عاد إلى حضن الأرض. باسط الأكوان اللامتناهية يحبس نفسه إلى حين. عما قليل سيخرج مظفّرا، عما قليل سيتدفق مبدع الحياة من الصخرة كما تدفقت مياه الحياة لإسرائيل من الصخرة في الصحراء. عما قليل ستنقشع الظلمة، ظلمة الخطيئة والموت، وينبثق المسيح نورا جديدا من القبر كما تندلع الشرارة من الصوّان فتلهب ما حولها وتنير العالمين: "إن الظلام على زوال والنور الحق أخذ يضيء". يسوع المسيح "نور العالم" و "النور لهداية الأمم" ستبزغ شمسه بعد حين وتسير في ضوئها الأجيال لتأمن كلّ عثار: "من يتبعني لا يخبط في الظلام بل له نور الحياة". من يتبع يسوع في دربه لا يتيه. من يتبعه في درب الجلجلة طريقُه جادةٌ سلطانية. درب الصليب مبدأُه ألمٌ مرير، ونهايتُه هدايةٌ ونصرٌ وقيامة. (على درب الجلجلة، بيروت، 1972)

 

نشيد

 

في هذا اليوم، يوم السبت، كان الربُّ مضجعا بين الأموات في أسْرِ الموت وقيوده، ممددا على أرض القبر الذي خُتِمَ بالحجر المدحرَجِ على بابه.

في يوم السبت، وهو يوم الراحة المقدسة، يرتاح المسيح في قبره بانتظار يومه الثالث أحدِ قيامته المجيدة التي بها صار قيامتَنا وبكرَ الراقدين.

في هذا اليوم سجد للربِ آدمُ أبو البشر كما سجد له الآباء والأنبياء المنتظَرون لكي "تجثو باسم يسوع كلُ رُكبة مما في السموات وعلى الأرض وتحت الأرض". في يوم السبت، يرتّل له الملائكة ويوسفُ ونيقوديموس قائلين: قدوسٌ أنت يا ألله ، قدوسٌ أنت أيها القوي، قدوسٌ أنت يا من لا يموت. أيها المسيح الذي صُلِبتَ ومتَّ لأجلنا. ارحمنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.