2007-04-02 16:29:05

2 أبريل اختتام المرحلة الأبرشية من دعوى تطويب يوحنا بولس الثاني


في مثل هذا اليوم، الثاني من أبريل نيسان، ولعامين خليا، توفي يوحنا بولس الثاني عن عمر أربعة وثمانين عاما، وفي السنة السادسة والعشرين لحبرية لا تُنّسى شعارها "كلي لك" وكلماتها الأولى "لا تخافوا... شرعوا الأبواب للمسيح!" واليوم أيضا الثاني من أبريل نيسان 2007، أعلن الكردينال كاميلو رويني نائب قداسة البابا العام على أبرشية روما، ومن بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران، اختتام المرحلة الأبرشية من دعوى تطويب خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني. وقد تم تسليم وثائق التحقيق الأبرشي حول حياة وفضائل البابا فيوتيوا إلى مجمع دعاوى القديسين.

وقد ألقى الكردينال رويني كلمة مسهبة عرض فيها الشخصية الروحية لكارول فويتوا وعلاقته الشخصية بالله، هذه العلاقة التي بانت قوية وعميقة منذ سني طفولته، ونمت وتقوّت وأعطت ثمارا في كل أبعاد حياته. ومن خلال الوثوق بمحبة الله له وفرح التجواب معها، وجد كارول فويتوا معنى حياته وهدفها، وقد تأثر جميع الذين عرفوه، من قريب أو بعيد، بغنى إنسانيته. وتابع الكردينال رويني كلمته متحدثا عن مكانة الصلاة في حياة يوحنا بولس الثاني مذ كان صغيرا وحتى احتضاره، وقال: كان يبدأ نهاره بالصلوات والتأمل ويحتفل بالقداس الإلهي الذي كان يعتبره "مركز حياة كل يوم"، ويتلو عصرا سبحة الوردية، صلاته المفضلة، وكان يقوم كل يوم جمعة برتبة درب الصليب. عاش فقيرا محرَّرا من الأمور المادية، ولم يبحث عن نجاحه الخاص. كان جاهزا للإصغاء وقبول الانتقاد ويحترم حرية معاونيه، ولكنه كان يعلم بأنه مستقل في قراراته النهائية، ولم يتردد في اتخاذ مواقف صعبة خلال سنوات خدمته في بولندا. وكانت خياراته كلها نابعة من الإنجيل، من أجل خير الإنسان الذي هو "طريق الكنيسة".

أما كلماته "لا تخافوا" التي بدأ بها حبريته، فقد وُلدت أيضا من هذه الحرية الداخلية المغذّاة بالإيمان، وأصبحت كلمة معدية لم تحرّر بولندا وحدها، من الخوف والتبعية السياسية والثقافية. والمحبة الحقيقية لله لم تكن مفصولة عن محبة القريب، وبالتالي فإن إنسانا أحب الله حبا جما مثل يوحنا بولس الثاني لا يستطيع إلا إن يكون شاهدا مثاليا على محبة الإخوة. هذه المحبة التي بانت في بداءة الأمر حينما كان فتى يخدم الكنيسة في فادوفيتس. وعندما أصبح كاهنا ومن ثم أسقفا فحبرا أعظم، أولى كارول فويتيوا اهتماما كبيرا بالإنسان ومشاكله. وتابع الكردينال رويني كلمته قائلا إن يوحنا بولس الثاني كان يعلن الإنجيل على الجميع وفي كل ظرف. وعندما طالت مسؤولياته الراعوية العالم كله، اطلق برنامج "البشارة الجديدة" وكرَّس نفسه لتحقيقها عبر رحلاته الرسولية المتواصلة. وقد سعى بلا كلل، لإعطاء حيوية جديدة للإيمان المسيحي في أوروبا المطبوعة بالعولمة، وقد أنشأ الأيام العالمية للشباب التي شكلت تعبيرا شاملا عن المحبة الخاصة التي يكنّها لهم. ومحبته الكبيرة للإنسان المخلَّص بالمسيح، دفعته إلى حماية وتعزيز كرامة الإنسان وحقوقه. كما وناضل من أجل التحرر من التوتاليتارية الشيوعية والتزم من اجل العدالة والسلام في العالم، وقاد معركة كبيرة للدفاع عن الحياة البشرية والعائلة.

وبعد أن تحدث الكردينال رويني عن علاقة يوحنا بولس الثاني بربّه وقدرته اللامحدودة على المحبة والعطاء، تطرّق إلى حياته مذ كان طفلا حين فَقَد أمه ومن ثم أخاه، فوالده حين كان شابا. وقد عاش أيضا مأساة الحرب والقمع واختبر الألم الجسدي. ونتذكّر بتأثر كبير يوم الثالث عشر من أيار مايو عام 1981. وأضاف الكردينال رويني: تحمّل البابا المرض والألم الجسدي بصبر وهدوء ومروءة مسيحية حقيقية، مواصلا القيام بمهامه قدر المستطاع. وقد بدأ بكتابة وصيته خلال الرياضة الروحية في آذار مارس من عام 1979 ونقّحها غير مرة، ودائما خلال الرياضات الروحية. وقد أصبحت كلمات بولس الرسول كلماتِه في صلاته:"يسرّني الآن ما أُعاني من أجلكم، فأُتمُّ في جسدي ما نقَصَ من آلامِ المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة." وعندما اقتربت الساعة وخضع لعملية جراحية في القصبة الهوائية كتبَ على ورقة:"ماذا فعلوا بي! ولكن... كلّي لك!"

وعندما، وصباح عيد الفصح، ومن نافذة مكتبه الخاص، لم يستطع الكلام لمباركة المؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، وشوش المطران ستانيسلاو:" ربما الموت أفضل إذا لن أستطيع القيام بالرسالة الموكلة إلي، ولكنه أضاف فورا:"لتكن مشيئتك... كلِّي لك". وفي يوم وفاته، وكما فعل طيلة حياته، أراد أن يتغذّي من كلمة الله وطلب أن يقرأوا على مسامعه إنجيل يوحنا. وفي ذاك اليوم أيضا، وبمساعدة الحاضرين، تلا صلواته اليومية كلها، وبعدها قال بصوت ضعيف للراهبة توبيانا سوبوكتنا:"دعوني أذهب إلى الرب!" كما شكّلت الرحمة الإلهية محور روحانيته وحياته، إذ تعلّم منها أن يقهر الشر بالخير.وفي نهاية كلمته، معلنًا اختتام المرحلة الأبرشية من دعوى تطويب يوحنا بولس الثاني، شكر الكردينال كاميلو رويني نائب قداسة البابا العام على أبرشية روما جميع الذين تعاونوا منه في هذه المهمة الكبيرة التي بدأت في الثامن والعشرين من حزيران يونيو من العام 2005.








All the contents on this site are copyrighted ©.