2007-04-01 13:46:48

من عظة البابا في قداس الشعانين: الأيادي النقية لا تستعمل لأعمال عنف وغير ملطخة بالفساد والقلب الطاهر لا يغش أو يُدنّس بالكذب والخبث


ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأحد قداس الشعانين في ساحة القديس بطرس، بمشاركة آلاف المؤمنين، قدموا من أنحاء مختلفة من العالم للإنضمام إلى فرحة هذا العيد، حاملين أغصان الزيتون، وهاتفين: "هوشعنا في الأعالي، تباركَ الآتي بإسم بالرب!" وقد ألقى الأب الأقدس عظة استهلها قائلا:"في مسيرة تطواف أحد الشعانين، ننضم إلى الرسل الذين وبفرح غامر رافقوا الربّ أثناء دخوله أورشليم. ومثلهم، نرفع التسبيح للرب على الآيات التي رآينها. نعم، نحن أيضا شاهدنا ولا نزال نشاهد معجزات المسيح: كيف يحمل رجالا ونساء على التخلي عن حياة رغيدة لوضع ذواتهم بالكامل في خدمة المتألمين، وكيف يمنح الشجاعة رجالا ونساء لمعارضة العنف والكذب وإعطاء الحقيقة مكانا في العالم، وكيف يدعو أيضا رجالا ونساء لصُنع الخير ويحض على المصالحة حيث الكراهية، والسلام حيث تعم العداوة.

وأضاف البابا أن مسيرة تطواف أحد الشعانين هي مسيرة المسيح الملك: فنحن نعلن ملوكية يسوع المسيح، ملك السلام والعدل. والإعتراف به ملكا، يعني أن نقبل كلمته يوما فيوم معيارا لحياتنا، ونرى فيه السلطة التي نخضع لها، لأن سلطته هي سلطة الحقيقة. وانتقل الأب الأقدس ليتحدث عن معنى اتباع المسيح، فقال: مع الرسل الأولين، كان ذلك يعني ببساطة قرار التخلي عن مهنتهم وأعمالهم وحياتهم لإتباع يسوع، كيما يصبحوا تلاميذه ويتبعوا المعلم. وهكذا كان اتباع يسوع أمرا خارجيا وداخليا في الآن معا. فالسمة الخارجية كانت السير وراء يسوع، أما الداخلية فكانت توجه حياة جديدة لا يستند إلى المهنة والإرادة الشخصية، انما الإستسلام لمشيئة "آخر".

ولكن، أضاف البابا قائلا، ماذا يعني اتباع المسيح بالنسبة لنا؟ إنه تبدّل داخلي للحياة يتطلب عدم الإنغلاق في الأنا الذاتية، ويعني أيضا التسليم الذاتي بحرية للرب. إنه قرار أساسي بعدم اعتبار المنفعة والمكسب والمهنة والنجاح الهدف الأخير لحياتي بل الإعتراف بالحقيقة والمحبة معياريْن حقيقيين للحياة. فباتباع يسوع، أخدم الحقيقة والمحبة. وتابع الأب الأقدس عظته في قداس أحد الشعانين متوقفا عند المزمور الثالث والعشرين:"للرب الأرضُ وملؤها المسكونة والساكنون فيها... من يصعد إلى جبل الرب ومن يقوم في موضع قدسه؟" ويقول صاحب المزامير:"إنه النقي الكفين والطاهر القلب." وأضاف البابا أن الأيادي النقية هي الأيادي التي لا تُستعمل لأعمال عنف، الأيادي غير الملطخة بالفساد. والقلب الطاهر هو القلب الذي لا يغش أو يُدنّس بالكذب والخبث. وهو قلب حيث الحب حقيقي وليس شغف لحظة عابرة.

وأشار البابا إلى أن المزمور الثالث والعشرين ينتهي بالقول:"إرفعنَ رؤوسكنَّ أيتها الأبواب وارتفعنَ أيتها المداخلُ الأبدية فيدخل ملك المجد"، وأضاف:" في الصليب شرع يسوع الباب بين الله والبشر، كما وأن الرب يقرع أيضا بصليبه: يقرع باب العالم، أبواب قلوبنا التي هي غالبا ـ وبأعداد كبيرة ـ موصدة أمام المسيح. وفي ختام عظته في أحد الشعانين قال البابا:"فليساعدنا الرب على فتح باب قلبنا، باب العالم، كيما يبلغ الله الحي حياتنا." كما حيا الأب الأقدس المؤمنين بعدة لغات خاصا بالذكر الشباب الذي يحتفلون هذا الأحد باليوم العالمي للشبيبة على صعيد أبرشي، وتمنى للجميع أسبوعا مقدسا غنيا بالثمار الروحية.








All the contents on this site are copyrighted ©.