2007-03-21 16:25:02

البابا في مقابلته العامة: تحالف الإيمان والعقل في مواجهة نسبية عصرنا


أمام حوالي أربعين ألف مؤمن تجمهروا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان صباح اليوم الأربعاء، واصل البابا بندكتوس الـ16 حديثه عن كبرى شخصيات الكنيسة المسيحية الأولى وتكلم على القديس يوستينوس الفيلسوف والشهيد الذي يعتبر بحق من أهم الكتّاب المدافعين عن الدين المسيحي في القرن الثاني الميلادي إزاء اتهامات الوثنيين واليهود الثقيلة حيث طرح رؤية رسولية جديدة ترمي إلى إظهار محتوى الإيمان بأسلوب لغوي وأصناف فكرية يستطيع المعاصرون فهمها.

وقد بحث يوستينوس الفيلسوف، المولود في نابلس بفلسطين حول العام 100 ميلادي، طوال حياته عن الحقيقة التي وجدها نهاية المطاف في الإيمان المسيحي الذي اعتنقه. انتقل إلى روما ليؤسس مدرسة علّم فيها طلابه مجانا الديانة المسيحية. على اثر وشاية بسبب تلك المدرسة، اعتقل وسجن وقطع رأسه حول السنة 165 على عهد الإمبراطور الفيلسوف مارك أوريليوس.

ذكر البابا بدور يوستينوس في نقده السديد للديانة الوثنية وأساطيرها ورموزها التي اعتبرها ترهات شيطانية تحيد عن درب الحقيقة. وعرض في كتاباته الدفاعية لمشروع الخلق والخلاص الإلهي الذي تحقق بيسوع المسيح وهو "اللوغوس" أي الكلمة أو العقل الخالق الذي به يشترك كل بشر. هو "الكلمة" ذاته الذي تجلى للعبرانيين في العهد القديم، حاضر مثل بذور حقيقة في الفلسفة اليونانية. وقد أثّر يوستينوس كثيرا في تفضيل الكنيسة الأولى النهائي منطق العقل بدل ديانة وثنية صنمية.

فالمسيحية، قال البابا، هي تجلٍ تاريخيٌ للكلمة "اللوغوس" بكامل شخصيته ويعود إلينا نحن المسيحيين استحسان كل شيء قيل عن جمال الكلمة. وقال إن المسيح قدم لنا الحقيقة وليس العادة الرتيبة الوثنية التي تترجم في عصرنا اليوم بعادة الثقافة أو صرعة العصر. وفي خضم نسبية تطبع المناظرات حول قيم الديانة وحتى حوار الأديان في أيامنا، حري بنا ألا ننسى كلمات الشيخ الأخيرة التي أعطاها أمثولة للقديس يوستينوس: "صلِّ بالحري كي تُفتح أمامك أبواب النور، لأنه لا يقدر أحد أن يرى ويفهم إلا الذي وهبه الله والمسيح نعمة الفهم والإدراك".

وفي الختام حيا الأب الأقدس المؤمنين بلغات عديدة ووجه نداء لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السل في الرابع والعشرين من الجاري دعا فيه إلى التضامن والتعاون لإيجاد العلاجات الملائمة لهذا الداء وللتخفيف من آلام من يعانون منه . ثم منحه الجميع بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.