2007-03-18 14:34:12

إنجيل الأحد: محطة تأملية حول كلمة الحياة


وكان العشّارون والخاطئون يدنون من يسوع جميعا ليستمعوا إليه. فكان الفرّيسيون والكتبة يقولون متذمرين: "هذا الرجل يستقبل الخاطئين ويأكل معهم!" فضرب لهم هذا المثل قال: "كان لرجل ابنان. فقال أصغرهما لأبيه: "يا أبتِ أعطني النصيب الذي يعود عليّ من المال. فقسم ماله بينهما. وبعد بضعة أيام جمع الابن الأصغر كل شيء له، وسافر إلى بلد بعيد، فبدّد ماله هناك في عيشة إسراف. فلما أنفق كل شيء، أصابت ذلك البلد مجاعة شديدة، فأخذ يشكو العوز. ثم ذهب فالتحق برجل من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقوله يرعى الخنازير. وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله، فلا يعطيه أحد. فرجع إلى نفسه وقال: "كم أجير لأبي يفضل عنه الخبز  وأنا أهلك هنا جوعا! أقوم وأمضي إلى أبي فأقول له: يا أبتِ إني خطئت إلى السماء وإليك. ولست أهلا بعد ذلك لأن أُدعى لك ابنا، فاجعلني كأحد أجرائك. فقام ومضى إلى أبيه. وكان لم يزل بعيدا إذ رآه أبوه، فأشفق عليه وأسرع إليه، فألقى بنفسه على عنقه وقبّله طويلا. فقال له الابن: يا أبتِ، إني خطئت إلى السماء وإليك، ولست أهلا بعد ذلك لأن أُدعى لك ابنا. فقال الأب لعبيده: أسرعوا فأتوا بأفخر حلة وألبسوه، واجعلوا في إصبعه خاتما وفي رجليه حذاء، وأتوا بالعجل المسمّن واذبحوه فنأكل ونتنعّم، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوُجد. فأخذوا يتنعّمون.

وكان ابنه الأكبر في الحقل، فلما رجع واقترب من الدار، سمع غناء ورقصا. فدعا أحد الخدم واستخبر ما عسى أن يكون ذلك. فقال له: قدم أخوك فذبح أبوك العجل المسمّنلأنه لقيه سالما. فغضب وأبى أن يدخل. فخرج إليه أبوه يسأله أن يدخل، فأجاب أباه: ها إني أخدمك منذ سنين طوال، وما عصيت لك أمرا قط، فما أعطيتني جَديا واحدا لأتنعم به مع أصدقائي. ولما رجع ابنك هذا الذي أكل مالك مع البغايا، ذبحت له العجل المسمّن! فقال له: يا بنيَّ، أنت معي دائما أبدا، وجميع ما هو لي فهو لك. ولكن قد وجب أن نتنعم ونفرح، لأن أخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد".

(لوقا 15/ 1-3 و11-32)

 

قراءة من القديس أغوسطينوس (+430)

 

أيها الإله الصالح، لماذا يفرح الإنسان بخلاص نفس يائسة نجت من خطر كبير، أكثر مما لو بقي له بصيص أمل بها حين تتعرض لخطر أخف؟ أنت كذلك أيها الآب الرحيم، تفرح بتوبة خاطئ أكثر من ثبات تسعة وتسعين في البرارة. يشتد فرحنا حين نعلم أن الراعي وجد نعجته الضالة وأن المرأة أعادت إلى خزانتك الكنز الذي لقيَتْه ففرح معها جميع جيرانها. إننا لنذرف الدمع حين نحتفل في بيتك برجوع ابنك الأصغر الذي كان ميتا فعاش وضالا فوجد. فرَحُنا وفرَحُ ملائكتك القديسين الذين تبرروا بمحبة قدسية هما منك، أيها الرب الإله يا من تثبت إلى الأبد. ومن لم يكن مثلك ثابتا أدركتَه بالطريقة عينها. النفس تشعر بمزيد من الغبطة حين تجد ما فقدت مما تحب، ولا تشعر بمثله طوال محافظتها على ذلك الشيء الذي تحبه: لنا على هذا أدلّة كثيرة، وهي ملءُ العالم وكل ما فيه يشهد ويقول: صحيح، صحيح! القائد الظافر منتصر. لو لم يَخُضِ المعركةَ لما انتصر، فرحُه بالنصر يقاس بنسبة الخطر الذي أحاق به أثناء المعركة. (اعترافات،8)

 

صلاة

 

ربَنا يسوعَ المسيح، أيها المعلمُ الصالح، يا من دلنا على طريق الحق والحياة، يا من أعطيتنا مثَل الابن الشاطر لتظهر لنا رحمة الآب ومحبته للخطأة، أرشدنا الآن بنورك وفقّهنا بحكمتك فلا يحيدَ نظرُنا عن سناك البهي، ورسّخ تعاليمك في قلوبنا فلا يميلَ ضميرُنا عن حقك السنيّ، يا من يليق بك التسبيح وبأبيك وروحك القدوس الآن وإلى الأبد. آمين








All the contents on this site are copyrighted ©.