2007-03-07 15:59:42

في مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين قداسة البابا يتحدث عن القديس أكلمنضوس أسقف روما وثالث خليفة لبطرس الرسول


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان بحضور ستة عشر ألف مؤمن تقريبا، وقد تمحور تعليمه الأسبوعي حول القديس أكلمنضوس، أسقف روما في أواخر القرن الأول وثالث خليفة لبطرس الرسول بعد لينوس وأناكليتوس. قال الأب الأقدس: لقد تأملنا خلال الأشهر الماضية بشخصيات الرسل والشهود الأوائل للإيمان المسيحي الذين ذكرتهم كتابات العهد الجديد، وسنكرس الآن اهتمامنا بالآباء الرسوليين، أي بالجلين الأول والثاني في الكنيسة بعد الرسل، لنرى هكذا كيف بدأت مسيرة الكنيسة في التاريخ. وفيما يتعلق بحياة القديس أكلمنضوس، قال البابا إن الشهادة الأكثر أهمية تعود للقديس إيريناوس أسقف ليون الذي شهد بأن أكلمنضوس "رأى الرسل والتقاهم، وكانت كرازتهم لا تزال تدوّي في أذنيه، وتقليدهم ماثلا أمام عينه". وهناك شهادات متأخرة بين القرنين الرابع والسادس تمنح أكليمنضوس لقب شهيد. وأشار البابا أيضا إلى أن أكلمنضوس، وفي رسالته إلى أهل كورنتس التي كتبها بعد فترة قصيرة من وفاة الأمبراطور دوميسيانوس، وفي نهاية اضطهاده المسيحيين، قد أظهر اهتمام كنيسة روما التي ترأس بالمحبة جميع الكنائس الأخرى. وأمام المشاكل التي كانت تعاني منها كنيسة كورنتس، أضاف الحبر الأعظم يقول، دعا أكلمنضوس المسيحيين إلى المصالحة في السلام، والتجدد في الإيمان، وإعلان التقليد الذي نالوه من الرسل. ويركّز أيضا على آنية الخلاص الذي ينبغي أن يغمر الحياة بالفرح، داعيا المسيحيين إلى الإلتزام بطريقة صادقة للإجابة على إعلان الخلاص هذا، سالكين درب التوبة. ومن خلال تقديم شرح واضح لعقيدة الخلافة الرسولية، قال البابا في تعليمه الأسبوعي، أظهر أكلمنضوس تصوّره المثالي للكنيسة "فهي مجتمعة بروح النعمة الواحد المسكوب على الجميع". والكنيسة ليست مكان بلبلة أو فوضى حيث يستطيع كل واحد أن يقوم بما يحلو له، بل هي مكان يمارس فيه كل واحد خدمته وفق الدعوة التي نالها.

هذا وكان قداسة البابا قد التقى في البازيليك الفاتيكانية، وقبل مقابلة الأربعاء العامة، وفدا من المؤمنين قدموا من إقليم بييمونتي بإيطاليا برفقة أساقفتهم في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية. وجه الأب الأقدس كلمة قال فيها إن الإيمان المسيحي يواجه أيضا في بيمونتي وفالي داوستا تحديات جمة ناتجة، وفي الإطار الاجتماعي ـ الثقافي الحالي، عن الإدعاءات بالإستقلالية الأدبية والأخلاقية. كما وأكد البابا أن إعلان الإنجيل والشهادة له في يومنا هذا ليس أمرا سهلا، وأضاف: على الرغم من ذلك، توجد استكانة روحية متينة لدى السكان، تبان في الإهتمام بشؤون الحياة المسيحية والحاجة لله وفي إعادة اكتشاف قيمة الصلاة وتقدير خدمة الكاهن. وفي ختام كلمته حث الأب الأقدس أساقفة إقليم بيمونتي على أن يواصلوا بشجاعة مساعدة المؤمنين على اتباع الرب بأمانة، ويذكّروا الجميع بأن ما من مشكلة تستطيع أن تفصلنا عن محبة المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.