2007-02-21 16:15:00

أربعاء الرماد: وقفة تأملية في بدء الصوم الأربعيني


 

وقال يسوع: "إياكم أن تعملوا بركم بمرأى من الناس لكي ينظروا إليكم، فلا يكون لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات. فإذا تصدقت فلا يُنفَخْ أمامك في البوق، كما يفعل المراؤون في المجامع والشوارع ليعظم الناس شأنهم. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا تصدقت، فلا تعلم شمالك ما تفعل يمينك، لتكون صدقتك في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك.

وإذا صليتم، فلا تكونوا كالمرائين، فإنهم يحبون الصلاة قائمين في المجامع وملتقى الشوارع، ليراهم الناس. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا صليت، فادخل حجرتك وأغلق عليك بابها وصلّ إلى أبيك الذي في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك..

وإذا صمتم فلا تعبسوا كالمرائين، فإنهم يكلّحون وجوههم، ليظهر للناس أنهم صائمون. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم. أما أنت، فإذا صمت، فادهن رأسك واغسل وجهك، لكيلا يظهر للناس أنك صائم، بل لأبيك الذي في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك".     (متى 6/1-6. 16-18)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+307)

الإنسان للسماء

 

كيف إذن تتذكرون بعد ثروات الأرض، أنتم المعدون للمشاركة بهذه الخيرات العميقة؟ وكيف تتلاهون بعد بأشباح وصور فارغة؟ ألا تعتقدون أن كل ما نراه من أشياء هو أدنى وأحقر من خِرق الفقراء والمتسولين؟ وكيف ستكونون إذن أهلا للشرف الذي دعيتم إليه؟ ماذا يبقى لكم من عذر أو بالأحرى أي قصاص لا ينالكم إذا كنتم، بعد أن قبلتم  نعمة عظيمة بهذا المقدار تعودون إلى غيكم الأول؟..

إذا كان آدم الذي وضعه الله في الفردوس الأرضي كابد عذابات شتى بعد ما نال من شرف بسبب خطيئة واحدة اقترفها، فكم بالحري نحن الذين نلنا  السماء وأصبحنا ورثة مع ابن الله الوحيد، نستطيع أن نرجو غفرانا إذا كنا نترك اليمامة ونتبع الحية؟ سوف لا يقال لنا ما قيل لآدم: "أنت تراب وإلى التراب تعود" (تك 3/19). ولكن سيصدر علينا حكم أشد هولا لأنه يقضي علينا بالظلمة البرانية والأغلال الأبدية.  

(الموعظة 12 على إنجيل متى)

 

صلاة

 

أيها الرب إلهنا، نسألك قارعين باب نعمتك كما علمتنا طالبين الرحمة والغفران من كنزك الفياض. فهلم لمعونتنا نحن أبناءك الخاطئين في هذا الوقت المستعدين فيه أن نذرّي الرماد على رؤوسنا للتوبة وارتضِ بتواضعنا هذا وتوبتنا واقبل صلواتنا وابتهالاتنا التي نرفعها إليك كما قبلت توبة أهل نينوى الذين تابوا إليك بالمسوح والرماد، ومثل داود الملك ومريم المجدلية وزكا العشار وكل التائبين الحقيقيين ومنحتهم غفران خطاياهم. هكذا يا رب اغفر ذنوبنا واترك خطايانا واصفح عن سيّئاتنا وأهلنا لأن نلبس ثوب توبتهم ونصنع مشيئتك، فنرفع المجد إليك معهم إلى الأبد. آمين








All the contents on this site are copyrighted ©.