2007-02-18 12:18:38

إنجيل الأحد: وقفة تأملية حول كلمة الحياة


"وأما أنتم أيها السامعون، فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم، وصلّوا من أجل المفترين الكذب عليكم. من ضربك على خدك فاعرض له الآخر. ومن انتزع منك رداءك فلا تمنعه قميصك. وكل من سألك فأعطه، ومن اغتصب مالك فلا تطالبه به. وكما تريدون أن يعاملكم الناس فكذلك عاملوهم. فإن أحببتم من يحبكم، فأي فضل لكم؟ لأن الخاطئين أنفسهم يحبون من يحبهم. وإن أحسنتم إلى من يحسن إليكم، فأي فضل لكم؟ لأن الخاطئين أنفسهم يفعلون ذلك. وإن أقرضتم من ترجون أن تستوفوا منه، فأي فضل لكم؟ فهناك خاطئون يقرضون خاطئين ليستوفوا مثل قرضهم. ولكن أحبوا أعداءكم، وأحسنوا وأقرضوا غير راجين عوضا، فيكون أجركم عظيما وتكونوا أبناء العليّ، لأنه هو يلطف بالكفرة والأشرار. كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم. لا تدينوا فلا تدانوا. لا تحكموا على أحد فلا يحكم عليكم. أعفوا يعف عنكم. أعطوا تعطوا: ستعطون في أحضانكم كيلا كريما مركوما مهزهَزا طافحا، لأنه يكال لكم بما تكيلون".

(لوقا 6/27-38)

 

قراءة من القديس قبريانوس (+

المسيح ابن الله

 

ربّ النعمة والنظام الذي بشر به جميع الأنبياء بأنه موقظ الجنس البشري ومؤدّبه، الكلمة وابن الله، قد أُرسِل إلينا. هو قوة الله وعقله، هو حكمته ومجده. أودعه الروح القدس حشا عذراء وكساه لحما فاختلط بالإنسان. هوذا إلعنا المسيح الوسيط بين الآب والإنسان يلبس الإنسان ليقوده إلى الآب. أراد المسيح أن يكون ما هو الإنسان حتى يمكن الإنسان أن يكون ما هو المسيح..

لم يكن اليهود يجهلون أن المسيح كان واجبا أن يأتي: وقد أنبأهم الأنبياء من قبل بمجيئه. بل بمجيئيه: الأول حيث يكون في المحنة بحسب الحياة البشرية، والثاني حيث يتجلى الله به، فلم يتمسك اليهود إلا بالمجيء الثاني، ولم يدركوا ما تمّ محجوبا بالآلام، فهم يؤمنون بمن يأتي جبارا قاهرا...

لذلك، بينما كان يسوع المسيح بحسب نبوءات الأنبياء ينجي البشر من الشيطان بزجره وكلمته الفعالة، وبينما كان يشدد المخلعين ويطهر المجذومين ويشفي العميان، وبينما كان يحيي الموتى ويجبر العناصر أن تخضع والرياح أن تسكن والبحر أن يهدأ والجحيم أن يُذَل، كان اليهود يحسبونه بسبب قدرته الفائقة ساحرا، ولم يكونوا بسبب جسمه اللحمي الوديع يحسبونه إلا إنسانا. له المجد إلى الأبد. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.