2007-01-01 12:12:00

رأس السنة الميلادية ويوم السلام العالمي


 

وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. ولما رأوا ذلك جعلوا يخبرون بما قيل لهم في ذلك الطفل. فجميع الذين سمعوا الرعاة تعجّبوا مما قالوا لهم. وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور، وتتأملها في قلبها. ورجع الرعاة وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كل ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم. ولما انقضت ثمانية أيام فحان للطفل أن يختن، سمّي يسوع، كما سمّاه الملاك قبل أن يُحبَل به. ( لوقا 2/ 16-21 )

 

قراءة من القديس البابا لاوون الكبير (+461)

ميلاد المسيح يدشّن السلام

 

إن كل مؤمن مولود مولدا جديدا بالمسيح، تختلف بقعة الأرض المقيم عليها، ينقطع عن الشيخوخة الأصلية، ويصير بميلاده الثاني إنسانا جديدا. فلم يعد هذا الإنسان بعد الآن من نسل أبيه بحسب الجسد، ولكن من نسل المخلّص الذي صار ابن البشر حتى نستطيع أن نصير نحن ابناء الله. لأنه إن لم يكن هو الذي نزل إلينا فلا يستطيع أحد أن يصل إليه باستحقاقاته الخاصة... إذا فالذين ما ولدوا قطّ بمشيئة لحم ودم ولا بمشيئة رجل بل من الله هم ولدوا، ليقدّموا للآب مصالحة الابن المولع بالسلام، فجميع أعضاء عائلة التبني يلتقون في المولد الأول من الخليقة الجديدة الذي لم يأت ليعمل مشيئته بل مشيئة من أرسله. لأن نعمة الآب قد تبنّت تجويق الذين يتقاسمون العواطف نفسها والحبَّ نفسه، لا ذوي الخصومات والمعاكسات. إن الذين جُبلوا ثانية على مثال الصورة الوحيدة، يجب أن يكون لهم قلب واحد. إن ميلاد السيد هو ميلاد السلام. في الحقيقة، يقول بولس الرسول، إنه هو سلامنا، هو جعل الاثنين واحدا، يهودا كنا أو وثنيين، لأن به لنا كلينا التوصّل إلى الآب في روح واحد.

 

صلاة

 

أيها الرب يسوع إلهنا ومخلّصنا، لقد علّمتنا أن السلام هو السبيل الصحيح الأوحد إلى ترقي الإنسان. ولقد دعوتنا في إنجيلك إلى أن نكون على مثالك فاعلي سلام. فمِن إنجيلك، إنجيلك وحده، ينبع بالفعل السلام، لا ليكسونا ضعفا وخنوعا بل ليُحِلَّ في نفوسنا، محل نزوات العنف والإرهاب، رجولة العقل والقلب التي تمتاز بها الإنسانية الحقة. فاجعل يا رب سلامك وأمانك وحبك الصادق معنا وبيننا جميع أيام حياتنا، فنرفع إليك المجد والشكر الآن وإلى الأبد. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.