2006-12-31 12:45:04

عيد العائلة المقدسة


وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح. فلما بلغ اثنتي عشرة سنة، صعدوا إليها جريا على السنّة في العيد. فلما انقضت أيام العيد ورجعا، بقي الصبي يسوع في أورشليم، من غير أن يعلم أبواه. وكانا يظنّان أنه في القافلة، فسارا مسيرة يوم، ثم أخذا يبحثان عنه عند الأقارب والمعارف. فلما لم يجداه، رجعا إلى أورشليم يبحثان عنه. فوجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل، جالسا بين العلماء، يستمع إليهم ويسألهم. وكان جميع سامعيه معجَّبين أشد الإعجاب بذكائه وجواباته. فلما أبصراه دهشا، فقالت له أمّه: "يا بنيَّ، لمَ صنعتَ بنا ذلك؟ فأنا وأبوك نبحث عنك متلهّفَين". فقال لهما: "ولم بحثتما عني؟ ألم تعلما أنه يجب عليَّ أن أكون عند أبي؟" فلم يفهما ما قال لهما. ثم نزل معهما، وعاد إلى الناصرة، وكان طائعا لهما، وكانت أمّه تحفظ تلك الأمور كلها في قلبها. وكان يسوع يتسامى في الحكمة والقامة والحظوة عند الله والناس. (لوقا 2/41-52)

 

قراءة من القديس أفرام السرياني (+373)

 

في حشا ضيق حلّ القدرة الضابطة الكل

وفيما هو حالّ فيه، كان يضبط ضوابط الكون

وكان يضحّي لوالده ليصنع مشيئته.

فالسماوات، ملأها والبرايا بأسرها.

دخلت الشمس إلى الحشا

وفي الأعالي والأعماق أشعتها انتشرت.

 

حلّ في أحشاء البرايا الرحاب بأجمعها

وهي أضعف من أن تتسع لعظمة البِكر.

وكيف كفاه إذن من مريم حشاها؟

غريب أن يكون قد كفاه

وضلال إن قلنا لم يكفه.

بين كل الأحشاء التي حملته

حشا واحد كفاه: حضن والده الفسيح.

 

يساوي الحضن الذي ضبطه،

إن كان قد ضبطه كله،

الحضنَ العجيب الأعظمَ من حضن.

ومن يجسر ويقول إن الحضن الضيّق الضعيف والحقير

يساوي حضن الكائن العظيم؟

حلّ فيه حنانا الذي لا شيء يحد عظمة طبيعته.

 

أيها الأمان المصلِح الذي أُرسل للشعوب

أيها الشعاع المبهج الذي أتى الحزانى

أيها الخمير القوي الذي غلب الكل بصمته

أيها الطويل البال الذي اصطاد الناس واحدا بعد الآخر

طوبى لمن حلّ حبورك في قلبه فأنسيته شدائده.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.