2006-12-26 11:32:54

ميلاد الرب يسوع المسيح المجيد


وفي تلك الأيام، صدر أمر عن القيصر أغسطس بإحصاء جميع أهل المعمور. وجرى هذا الإحصاء الأول إذ كان قيرينيوس حاكم سورية. فذهب جميع الناس ليكتتب كل واحد في مدينته. وصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي يقال لها بيت لحم، فقد ان من بيت داود وعشيرته، ليكتتب هو ومريم خطيبته وكانت حاملا. وبينا هما فيها حان وقت ولادتها، فولدتِ ابنها البكر، فقمّطته وأضجعته في مذود لأنه لم يكن لهما موضع في المضافة.

وكان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البرّية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم. فحضرهم ملاك الربّ وأشرق مجد الربّ حولهم، فخافوا خوفا شديدا. فقال لهم الملاك: "لا تخافوا، ها إني أبشّركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كله: ولد لكم اليوم مخلّصٌ في مدينة داود، وهو المسيح الربّ. وإليكم هذه العلامة: ستجدون طفلا مقمّطا مضجعا في مذود". وانضمّ إلى الملاك بغتة جمهور من الجند السماويين يسبّحون الله فيقولون: المجد لله في العلى. والسلام في الأرض للناس أهل رضاه!"  (لوقا 2/ 1-14)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

 

ما عساي أقول؟ وكيف أتكلم؟ إنها لمعجزة تتملك نفسي دهشة: القديم الأيام عاد طفلا صغيرا، والمالك على العرش الأسمى راقد في مذود، والروح المحضُ الذي لا جسد له ولا يقع تحت الحواس، تلمسه الأيدي البشرية.

لقد شاء من يفكّ قيود الخطيئة، أن يتقيد بالقمط وأراد أن يشرِّف الحقارة ويمجِّد العار ويجعل من حدود الإتضاع حدودا للقوة. ثم أحتملُ ذلّ جسدي لأستطيع الاتحاد بالكلمة الأزلي. يأخذ لحمي ويعطيني روحه، وبالأخذ والعطاء يهيّئ لي كنز الحياة. أخذ لحمي ليقدّسني وأعطاني روحه ليخلّصني...

لقد فُكّ القيدُ القديم وخُزي الشيطان وهُزمت الأبالسة وهُدم الموت وفُتح الفردوس من جديد وأُلغيت اللعنة ودُحرت الخطيئة وتكبّل الضلال وتحرّرت الحقيقة وانتشرت بشرى النفوس في كل مكان طوافة في العالم، وتركّزت الحياة السماوية على الأرض، فالملائكة على صلة مع البشر ويتحدث إليهم الناس بلا خوف. لماذا؟ لأن الله حلّ على الأرض ورفع الإنسان إلى السماء، هذا هو التبادل العظيم...

ما عساي أقول أيضا؟ وكيف أتكلم؟ أرى نجارا ومذودا وطفلا وقُمُطا وعذراء تلد في الفقر المدقع، كل شيء وضيع وينمّ عن الحاجة. ولكن تأمّل يا صاح، ما أوفر أنواع الغنى في هذا الفقر؛ كيف جعل الله ذاته فقيرا لأجلنا وهو الغني؟.. للهِ درُّك، أيها الفقرُ، ينبوعُ غنانا!  (الميمر 2 على الميلاد،2)

 

صلاة

 

أيها الآب القدوس، الإله القادر على كل شيء، لقد افاض علينا كلمتك المتجسّد بميلاده نورا جديدا، فليضئْ هذا النور بالإيمان بصائرنا وليكن هدى لحياتنا وأعمالنا. لك المجد إلى الأبد. آمين.

 

 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.