2006-12-20 15:59:02

محطات ميلادية


 

نشيد

 

الربُ راعيَّ فما من شيء يعوزني في مراعٍ نضيرة يريحني.

مياه الراحة يوردني وينعش نفسي

وإلى سبل البرّ يهديني إكراما لاسمه.

إني ولو سلكت في وادي الظلمات لا أخاف سوءا لأنك معي.

عصاك وعكّازك يسكّنان روعي.

تعدّ مائدة أمامي تجاه مضايقيَّ

وبالزيت تطيّب رأسي فتفيض كأسي.

الخير والرحمة يلازماني جميع أيام حياتي

وسكناي في بيت الرب طوال أيامي.  (مزمور 23)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

 

وما هو إذا المَسكِن الذي حلّ فيه؟ - أصغِ إلى صوت النبي: "سأرفع خيمة داود الساقطة". أجل، لقد سقطتْ، كانت طبيعتنا قد انحطّتْ بسقطة لا علاج لها، وليس من يستطيع إقالة عثرتها سوى يدِه القديرة. لم تكنْ تقوى على النهوض بدون مساعدة خالقها لكي يجدّدَ من علُ خلقَها بماء الميلاد وبروح القدس.

تأمل هذا السرّ العجيب: أنه مقيم على الدوام في تلك الخيمة، لأنه قد توشح بجسدنا، لا ينزعه عنه بعد ذلك، بل ليحتفظ به على الدوام. لولا هذا لما استطاع أن يؤهّله لعرشه الملكي، ولما استحق وهو متوشح به، سجود العساكر السماوية.

ليس من كلام أو فكر يستطيع وصف ذلك الإكرام الذي أتاحه لجنسنا البشري، في عظمته وسموّه الفائق الطبيعة. وليس من ملاك أو رئيس ملائكة أو أي أحد في السماء أو على الأرض يستطيع ذلك. إن أعمال الله وعمقَ إدراكه هي فوق مقدور الطبيعة إلى حدّ كونِ وصفها اللائق لا يتجاوز مدى كلام البشر وحسبْ، بل قدرةَ الملائكة أنفسهم.

ثم نختم كلامنا واجمين باحترام، متذكّرين دائما ما يجب علينا أن نقابل به إحسانَ ذلك المنّان الذي لا حدّ لعظمته، ليكون هذا مصدرا جديدا للنعم. ويقوم فعل الشكران هذا بأن نُعنى بنفسنا أشد العناية. والله يريد ذلك لكي لا نهملَ الاهتمام بنفسنا، فليس هو بحاجة إلى أحد منا. له المجد دائما. آمين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.