إنجيل الأحد: وقفة تأملية حول كلمة الحياة

سأل الجموع يوحنا المعمدان: "فماذا نعمل؟" أجابهم: "من كان عنده قميصان، فليقسمهما بينه وبين من لا قميص له. ومن كان عنده طعام، فليعمل كذلك". وأتى إليه بعض العشارين ليعتمدوا، فقالوا له: "يا معلم، ماذا نعمل؟" فقال لهم: "لا تجبوا أكثر مما فرض لكم". وسأله أيضا بعض الجنود: "ونحن ماذا نعمل؟" فقال لهم: "لا تتحاملوا على أحد ولا تظلموا أحدا، واقنعوا برواتبكم".

وكان الشعب ينتظر، وكل يسأل نفسه عن يوحنا: "أليس هو المسيح؟" فأجاب يوحنا قال لهم أجمعين: "أنا أعمدكم بالماء، ولكن يأتي من هو أقوى مني، ولست أهلا لأن أفك رباط حذائه، فهو يعمدكم في الروح القدس والنار. وبيده المذرى، ينقي بيدره، فيجمع القمح في أهرائه، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ". وكان يعظ الشعب بأقوال كثيرة غيرها فيبلّغهم البشارة.

(لوقا 3/10-18)

 

قراءة من القديس أغوسطينوس (+430)

العيش بالمسيح

اسمعوا، يا أبناء النور، الذين دعيتم لملكوت الله؛ أيها الإخوان الأحباء، أنصتوا واصغوا وتهللوا بالرب. "رنموا للرب أيها الصدّيقون، فإن التسبيح يجمل بالمستقيمين" (مزمور 33/1). أصغوا إلى ما تعرفون وتأملوا بما تسمعون، أحبوا ما تؤمنون به وانشروا ما تحبون!

أرسل المسيحُ أمامه يوحنا المعمدان، فوُلد عندما كانت الأيام آخذة بالنقصان، وولد هو في مطلعها محققا بهذا كلامَ يوحنا عينَه: "له أن ينمو ولي أن أنقص" (يوحنا 3/30). فأصبح على الحياة البشرية أن تنقص في ذاتها وتنمو في يسوع المسيح، "لكي لا يحيا الأحياء لأنفسهم فيما بعد، بل للذي مات وقام لأجلهم" (2كور 5/15)، ولكي يستطيع كل منا أن يقول مع الرسول: "أنا حي، لا أنا بل المسيح حيّ فيَّ" (غلاطية 2/20).