2006-12-10 12:40:23

صلاة التبشير الملائكي: البابا يعبر عن قلقه حيال الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط وبخاصة في لبنان


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليتلو مع المؤمنين الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس بالفاتيكان صلاة التبشير الملائكي. وجه البابا فكره إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط فقال أتتبع بقلق بالغ أحداث الشرق الأوسط حيث ترافق الجهود لإيجاد حلول للأزمات التي تعصف بالمنطقة توترات وصعاب تنذر بأعمال عنف جديدة. ويتجه فكري بشكل خاص إلى لبنان حيث دعي اليوم كما في الأمس للعيش معا أناس من مختلف الثقافات والأديان لبناء أمة ترتكز إلى الحوار والتعايش بهدف تحقيق الخير المشترك. وإني أمام الأحداث الأخيرة أقاسم قلق البطريرك الماروني الكردينال مار نصر الله بطرس صفير والأساقفة الموارنة وانضم إلى بيانهم الذي صدر الأربعاء الماضي. ومع الأساقفة أسأل جميع اللبنانيين والمسؤولين السياسيين أن يتطلعوا نحو خير البلاد والتناغم بين الجماعات اللبنانية وأن يكون التزامهم مستوحى من الوحدة التي هي مسؤولية الجميع أفرادا وجماعات وتقتضي جهودا صبورة ودائمة إلى جانب حوار مستمر. آمل أن يساهم المجتمع الدولي في الكشف عن الحلول السلمية والملحة والعادلة والضرورية للبنان وللشرق الأوسط كله وأدعو الجميع إلى الصلاة في هذه اللحظة العصيبة. وكان البابا في مطلع كلمته قد عبر عن فرحه الكبير لكونه كرس صباح اليوم كنيسة جديدة وهي كنيسة مريم نجمة الكرازة بالإنجيل في حي تورينو شمال روما. وقال إنه حدث يكتسب وإن تعلق بأحد أحياء المدينة الخالدة معنى رمزيا في إطار زمن المجيء في ما نستعد لميلاد الرب يسوع. فالليتورجية تذكرنا في هذه الأيام بالله الحي الذي يتفقد شعبه ليشكل معه جماعة محبة وحياة أي العائلة. إنجيل يوحنا يعبر عن سر التجسد على هذا النحو:"والكلمة صار بشرا فسكن بيننا". ألا يعكس هذه العطية الكبرى وهذا السر بناء كنيسة وسط بيوت أحد أحياء المدينة؟ إن الكنيسة البيت علامة جلية للكنيسة الجماعة المكونة من "أحجار حية" أي المؤمنين وهي صورة عزيزة للغاية إلى قلب الرسل. يبرز القديسان بطرس وبولس أن المسيح هو حجر الزاوية لهذا الهيكل الروحي. ونحن أيضا مضى البابا إلى القول مدعوون إلى المشاركة في بناء هذا الهيكل. فإذا شاء الرب أن يحل بيننا فهو الرائد الرئيسي لهذا المشروع لكنه يرغب في تحقيقه من خلال تعاوننا. وبالتالي فإن الاستعداد لميلاد الرب يعني الالتزام في بناء حلول الرب بين البشر. والكل مدعوون إلى الالتزام كي تكون هذه المشاركة أكثر اتساعا وجمالا. وفي نهاية الأزمنة سيكون هذا الهيكل "أورشليم السماوية"، كما جاء في رؤيا يوحنا:"ثم رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة... ورأيت المدنية المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله وقد تزينت كما تتزين العروس لبعلها... هوذا بيت الله". يدعونا المجيء إلى توجيه أنظارنا نحو "أورشليم السماوية" التي هي نهاية مسيرتنا الأرضية. وفي الوقت نفسه يحثنا على الالتزام عبر الصلاة والارتداد والأعمال الطيبة من أجل قبول يسوع في حياتنا وبناء الهيكل الروحي معه حيث يشكل كل واحد منا وعائلاتنا وجماعاتنا حجر الزاوية. ومن بين الأحجار الثمينة الأكثر إشعاعا والتي تشكل أورشليم السماوية نجد مريم الكلية القداسة. فلنصل بشفاعتها كي يكون زمن المجيء بالنسبة للكنيسة جمعاء زمن بناء الهيكل الروحي بانتظار مجيء ملكوت الله.

هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي. وأضاف يقول: نهار الخميس القادم الموافق الرابع عشر من ديسمبر سألتقي في بازيليك القديس بطرس طلاب جامعات روما. فيا أيها الشبان والشابات الأعزاء إني أنتظركم بأعداد كبيرة لنستعد للميلاد بشفاعة الرب يسوع لنطلب منه عطية المحبة الفكرية لعالم الجامعة. بعدها وجه البابا تحيات بلغات عديدة ومنح المؤمنين الحاضرين في الساحة ومن استمعوا إليه عبر الإذاعة والتلفزيون بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.