في مقابلة الأربعاء العامة مع المؤمنين البابا بندكتس السادس عشر يدين بشدة عملية اغتيال الوزير اللبناني بيار الجميل ويدعو اللبنانيين إلى العمل معا لبناء مستقبل سلام

أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، مختتما سلسلة تعاليمه حول القديس بولس متحدثا عن فكره حول حياة الكنيسة، وكان قد تناول الأسبوع الماضي ما قاله رسول الأمم حول الروح القدس وحضوره فينا.

وقد وجه الأب الأقدس في ختام تعليمه نداء من أجل السلام في لبنان، وقال :"تلقيت بألم شديد نبأ اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميّل. ومن خلال إدانة هذا الإعتداء الوحشي، أؤكد صلاتي وقربي الروحي من عائلة الفقيد والشعب اللبناني الحبيب. وأمام قوى الظلام التي تحاول تدمير البلاد، أضاف البابا يقول، أدعو جميع اللبنانيين إلى الانتصار على الكراهية وتعزيز الوحدة الوطنية والعدالة والمصالحة، وإلى العمل معا لبناء مستقبل سلام. وأدعو المسؤوليين عن البلدان التي تهتم بمصير تلك المنطقة إلى الإسهام في بلوغ حل شامل وتفاوضي لمختلف الأوضاع غير العادلة التي تطبعها منذ سنوات طويلة".

وبالعودة إلى مقابلة الأربعاء العامة التي شارك فيها زهاء 50 ألف مؤمن، ذكّر قداسة البابا بأن أول اتصال لبولس بشخص يسوع حدث من خلال شهادة الجماعة المسيحية في أورشليم التي اضطهدها بقوة، مشيرًا إلى أن بولس نفسه قد اعترف ثلاث مرات في رسائله بأنه اضطهد كنيسة الله.وتابع الأب الأقدس قائلا إننا نصل إلى يسوع ـ لنقبله أو نرفضه ـ بوساطة الجماعة المؤمنة، وأشار إلى أن الإنضمام للكنيسة، وبالنسبة لبولس الرسول، ناتج عن تدخل مباشر للمسيح الذي ظهر له على طريق دمشق وأفهمه أن اضطهاد الكنيسة يعني اضطهاد الله وقال له:"شاول شاول لماذا تضطهدني؟ وبعدها ارتد بولس إلى المسيح وكنيسته.

ولذا، أضاف قداسته يقول، نفهم حضور الكنيسة الدائم في أفكار وقلب ونشاط القديس بولس الذي وبالدرجة الأولى، أسس كنائس عديدة في مختلف المدن التي زارها مبشرا. كما أشار البابا إلى أن القديس بولس وفي رسائله يُظهر عقيدته حول الكنيسة، فيقول إنها "جسد المسيح"، مذكرا بما قاله في رسائله:"نحن جسد واحد لأنه ليس هناك إلا خبز واحد"، "إنكم جميعا واحد في المسيح". وتابع قداسته قائلا أن بولس يعلّمنا ضرورة الحفاظ على وحدة الروح برباط السلام، وعدم إخماد الروح، كما ويشدد على أهمية البنيان ويؤكد أن الكنيسة هي عروس المسيح. وفي ختام تعليمه الأسبوعي حيا قداسة البابا المؤمنين بعدة لغات خاصا بالذكر الشباب والمرضى والأزواج الجدد مذكرا بالاحتفال هذا الأربعاء بالذكرى السنوية 25 لصدور الإرشاد الرسولي حول وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم.