2006-11-18 14:36:12

رسالة الكردينال بيرتوني باسم قداسة البابا إلى المشاركين في المؤتمر الدولي حول الجامعة والعقيدة الاجتماعية للكنيسة


في ختام أعمال المؤتمر الدولي حول الجامعة والعقيدة الاجتماعية للكنيسة الذي نظمه المجلس البابوي للعدالة والسلام بالتعاون مع مجمع التربية الكاثوليكية وجه الكردينال بيرتوني، باسم قداسة البابا، رسالة إلى المؤتمرين تمنى فيها أن يساهم المؤتمر في تبيان أبعاد عقيدة الكنيسة الاجتماعية كأداة حوار بين مختلف المرافق العلمية المتعلقة بالإنسان وبخاصة العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واللاهوتية والفلسفية.

وفي هذا الصدد فإن الرسالة العامة للبابا يوحنا بولس الثاني "السنة المائة" تؤكد على أبعاد العقيدة الاجتماعية للكنيسة وعلى مركزية الإنسان في الأطر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وعلى كونها تتفاعل مع المرافق العلمية الأخرى التي تتناول الإنسان لتجعلها تنفتح وتندمج مع تطلعات الشخص البشري.

وتؤكد الرسالة على الطابع الحالي للمواضيع التي نوقشت خلال الأعمال سيما وأنها تركزت على إعطاء شكل للحوار بين الإنجيل والثقافة. مع ذلك فإن إحدى ميزات الثقافة اليوم هي التخصص الذي له فوائد كثيرة وفي الوقت عينه قد يتعرض إلى خطر التفكك. من هنا ضرورة الحوار المستمر بين بحاثة العلوم على اختلافها لتحاشي الانجراف وراء آفاق علمية وهمية. إن الكنيسة لا تكل في التأكيد على كون الإنسان قادرا على الوصول إلى رؤى موحدة وعضوية للمعرفة.

وإن العقيدة الاجتماعية للكنيسة ملتزمة في هذا المضمار بمعنى أنها مدعوة إلى تنمية الحوار المتبادل استنادا إلى التفاعل المستمر والحيوي بين الفلسفة واللاهوت من جهة وبين العلوم الإنسانية والاجتماعية من جهة أخرى وبالتالي فهي تساهم في توفير إطار توجيهي لمختلف العلوم مع احترام خصائصها الفردية.

وكل هذا يقتضي انفتاحا للعقل على الإيمان لتفادي انجراف العقل وراء فكرة الاكتفاء الذاتي. وينطبق هذا التطلع أيضا على العقل العملي أي العقل الذي يميل إلى المعرفة بهدف القيام بعمل ما ولا يكتفي بالمعرفة وحسب وأعني العقل الذي يقود أعمال الإنسان. ولا بد أيضا من أن يُنقي الإيمان العقلَ والمحبةُ العدالةَ كي لا ينغلقا على ذاتهما. وإن عقيدة الكنيسة الاجتماعية تنخرط في هذا الإطار حيث للإيمان طبيعة الالتقاء بالله الحي.

     

 








All the contents on this site are copyrighted ©.