2006-11-12 13:51:34

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يندد بمأساة الجوع في العالم: ثمار الأرض عطية خصصها الله "للعائلة البشرية بأسرها"


 

كعادته ظهر كل أحد أطل قداسة البابا من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع عدد كبير من المؤمنين تجمعوا في ساحة القديس بطرس متحدّين الأمطار ورداءة الطقس للإصغاء إلى الأب الأقدس الذي دعا إلى استئصال الجوع من العالم، مذكرا باحتفال إيطاليا هذا الأحد بيوم الشكر، وموضوعه هذه السنة: "الأرض: عطية للعائلة البشرية بأسرها". قال البابا: يتعلّم الصغار في عائلاتنا المسيحية رفع الشكر دوما للرب قبل تناول الطعام، من خلال تلاوة صلاة صغيرة ورسم إشارة الصليب، وينبغي بالتالي الحفاظ على هذا التقليد أو إعادة اكتشافه، لكونه يذكّرنا بأن "الخبز اليومي" هو عطية العناية الإلهية.

وتابع البابا كلمته قائلا: علينا أن نعتاد على حمد الخالق على كل شيء: على الهواء والمياه، العنصرين الثمينين للحياة على الأرض إضافة إلى العناصر الأخرى التي يقدّمها الله لنا من خلال خصوبة الأرض. فيسوع علّم تلاميذه أن يصلوا سائلين الآب السماوي "خبزنا اليومي" لا "خبزي اليومي"، وقد أراد بالتالي أن يشعر كل إنسان بأنه مسؤول عن إخوته لئلا ينقصهم ما هو ضروري للحياة. فثمار الأرض ـ قال البابا ـ عطية خصصها الله "للعائلة البشرية بأسرها".

وتطرق قداسة البابا بعدها إلى مأساة الجوع في العالم، مذكرا بأن التقرير السنوي لمنظمة الفاو قد أكد ما تعرفه الكنيسة من خلال خبرة المرسلين، وهو أن ما يزيد على 800 مليون شخص يعانون من سوء التغذية، كما أن أشخاصا كثيرين، سيما الأطفال، يموتون جوعا.ولمواجهة هذا الوضع الأليم، شدد الأب الأقدس على أهمية إزالة الأسباب الهيكلية المرتبطة بنظام إدارة الإقتصاد العالمي الذي يخصص القسم الأكبر من ثروات الأرض إلى قلة من الشعوب، مذكرا بأن سلفيه بولس السادس ويوحنا بولس الثاني قد نددا بهذا الظلم في أكثر من مناسبة.

وأضاف البابا قائلا: يستطيع كل شخص وكل عائلة، لا بل عليهما أن يفعلا شيئا للتخفيف من حدة الجوع في العالم، من خلال تبني نمط حياة يتناغم مع الحفاظ على الخليقة ومع معايير العدالة إزاء من يزرع أرضه في كل بلد.وختم البابا كلمته بالقول إن يوم الشكر يدعونا من جهة أولى إلى شكر الله على ثمار العمل الزراعي، ومن جهة ثانية على الإلتزام للقضاء على آفة الجوع. فلتساعدنا مريم العذراء على تعزيز العدالة والتضامن في كل بقعة من بقاع الأرض.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.